للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب الاعتبار والرشاطى -بضم الراء- في اقتباس الأنوار، ومثل ذلك للحلبى في الدر النفيس وابن زكرى في شرح همزيته وغيرهم.

وقد عين ابن غازى مسمى ذلك باعتبار الموقع بأنه أسفل جبل زرهون، وباعتبار المسافة بأنه على اثنى عشر ميلا وهى أربعة فراسخ من مكناس، كما عين ذلك أيضا بنزول مولاى إدريس به على شيخ أوربة حين ورد من الحجاز، ولا نعلم له مخالفا في كون نزول مولانا إدريس كان بمدينة وليلى، وإنما الخلاف في اتحاد مسماها ومسمى قصر فرعون، ففى رحلة ليون (١) الإفريقى أن وليلى مدينة بناها الرومان قديما على رأس الجبل حين تملكهم بغرناطة وأداروا بها سورًا مبنيا بحجارة كبيرة منحوتة (٢)، وجعلوا لها أبوابا عالية واسعة، وطول سورها نحو ستة أميال، ثم خربت وأصلحها مولاى إدريس حين ملك بها وبعد موته دفن بها، ولم يبق بها إلا اثنان أو ثلاثة من الديار يسكنها المكلفون بخدمة ضريح مولاى إدريس (٣).

قال: وبها عينان تسقى بهما غراستها، اهـ. (٤) فعلق على كلام ليون هذا طابع رحلته المتقدم الذكر ناقلا عن تاريخ إفريقية لمرمول أن وليلى تسمى توليت يعنى بالبربرية، وأن بانيها الرومان على رأس الجبل، وأنها محاطة بسور من الحجر المنجور (٥) طوله ثمانية كيلو مترا وأن المكناسيين كانوا خربوها وأن مولاى إدريس أصلحها وجعلها عاصمة، ثم خربها يوسف بن تاشفين من المرابطين وحينئذ تفرق


(١) وصف إفريقيا، ص ٢٩٥ - ٢٩٦.
(٢) في المطبوع: "سورًا وحجرًا كبيرًا منجورًا" والمثبت رواية ليون الذي ينقل عنه المصنف.
(٣) وصف إفريقيا، ص ٢٩٦.
(٤) وصف إفريقيا، ص ٢٩٦.
(٥) منجور -سبق هذا التعبير من قبل. والنجر في الأصل: نحت الخشب، والمراد هنا الحجارة المنحوتة.

<<  <  ج: ص:  >  >>