وفاز (الغرب) بالقدح المعلى ... إذا استبق الجميع إلى السهام
فـ (طارق) قد بدا علما تسامى ... بحد سنانه وظبا الحسام
قد اعترفت شعوب الأرض طرا ... بفضل من مآثره الجسام
وحاز لسان صدق في البرايا ... تضوع نشره بعد الرجام
ألست تراه يعرض كل حين ... أساطيل العباد على الدوام.
و (موسى) قد تسامى في سماء ... بنشر العدل فينا والسلام
وأحيا دارسا (إدريس) لما ... بدا فينا كتاج فوق هام
له فضل عظيم ليس يحصى ... على أبناء مغربنا العظام
به الإسلام قر في قراه ... وأعطته البرابر بالزمام
وأتباع الهداة على هداهم ... بميزان لهم بعد الحمام
وسل سليله (إدريس) سيفا ... لإرغام العداة على الرغام
بنى (فاسا) فكان العلم فيها ... ينير لنا دياجير الظلام
فكم حبر وكم بحر تسامى ... ومد عبابه كالبحر طام
وإن (الجامع القروى) فينا ... كنبراس يضئ لذى اعتصام
به للمغربى على سواه ... فخار لا كفخر بالوسام
جميع مدارس الدنيا تبدت ... متابعة كتلو للإمام
وقد ضربت له آباط إبل ... لشيخ أو لكهل أو غلام
ومن آفاق (أوروبا) خصوصا ... بنى التاميز من فرط الغرام
وراهب (رومة) قد رام فيه ... علوم الكون من دون انتقام