للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله من المحبة التي ورثها عن أسلافه والحرص على المحافظة على العهود والمواثيق التي تدوم بها وتتصل وتزيد المواصلة، وهذا كتابه العزيز نتشرف بمناولته لمقامكم متضمن لما ذكرناه، ونحن نرجو من الله أن تكون سفارتنا هذه ووصولنا إليكم زائدًا في عقد المحبة وتوثيقها وتعلية بنائها، وأن لا تزال في المستقبل تتجدد وتنمو وتعظم حتى يكثر نفعها ويعم خيرها على الرعيتين، كما أنا نشكر لحضرتكم هذه المقابلة التي قابلتنا بها الدولة وولاتها منذ خرجنا من بلادنا إلى أن وصلنا لحضرتكم، والبرور تلقونا به، ونذكره دائما، وذلك صدر عن أمركم وعليه نجازيكم بالخير الكثير.

وكلما قرأت فصلا وقفت حتى يقرأ الترجمان عليه ترجمته حتى وصلت ذكر كتاب مولانا نصره الله فأخرجته وناولته إياه فقرب منى حتى قبضه بيده هنيئة وناوله للوزير المذكور خلفه.

ثم أجابه السلطان بقوله: إنه لما بلغنا وفاة مولانا عبد الرحمن رحمه الله تأسفنا عليه غاية كما فرحنا بجلوس مولانا ابنه على التخت، لأن الشئ وقع في محله.

وأما المحبة والمودة فهى عندى أعز من أن يضع ملك يده في يدى أو أضع يدى في يده ولعل سفارتكم تكون سبب الخير بين الدولتين، وكمال الاتصال بين الإيالتين.

وأما ما قابلتكم به رعيتنا من البرور والإكرام فأنا الذى أمرتهم بذلك، وهو واجب علينا في حق كل رجل معتبر يأتى من عند دولة كبيرة سيما دولتكم التي هى أحب الدول عندنا، ولا يأتى تشويش بين الدولتين إلا من عدم المحافظة على الحدود.

وأما المطالب فلا أقصر في قضائها على كمل وجه، وسنأذن للوزير في استماعها منكم والمفاوضة فيها معكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>