لعذرت من ملك الجمال قياده ... ولدنت في شرع الهوى بالهون
وعلمت أن لا شئ يفضله سوى ... مدح الخليفة سيدى المأمون
علم تسربل في العلا حلل الرضا ... وعلا بتسليم وحسن يقين
وسما به الظن الجميل لرتبة ... لم يرض قبل صعودها بالدون
عرفت به همم سمت من رخرف ... فأبان عن سفسافه الوهون
وأتى الرعية حظها من رفقه ... فإن رهبة حكمه في اللين
عف الضمائر والجوارح فيهم ... عن نيل مظلمة وكشف ظنون
خلق كأخلاق النسيم لطيفة ... وشمائل كالروض غب هتون
ومواهب تحكى السحائب عفوها ... بعطاء لا نزر ولا ممنون
مغناه مغنى للمبيت ولفظه ... مغن عن التوضيح والتلقين
لم تلقه إلا مشمر ذيله ... متأهبا للخير غير ضنين
أسنى الدخائر عنده ما يقتنى ... لعلا العساكر أو أمور الدين
وألذ شئ عنده عرض الجيا ... د مع السلاح المنتقى المتقون
وقوله يرثى العلامة سيدى حمدون بن الحاج لما توفى وذلك عشية يوم الاثنين سابع ربيع الثانى عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف:
حياض المنايا للبرايا مناهل ... وكل الورى للورد منها نواهل
قضاء من الرحمن حتما على الورى ... وكل قضاء الله لا شك واصل
فلا بد للأحياء من ورد حوضها ... كما وردتها في القديم الأوائل
وما هذه الدنيا سوى دار رحلة ... ولا بد من يوم تشد الرواحل