للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتهييج الأفكار لمقاومة هذا الملك لأن مؤرخى العرب لم يتعرض واحد منهم لشرح هذه القساوة".

ثم قال: "فممن وصف مولاى إسماعيل بالإفراط في القساوة (بوسنو) و (الأب فرانسيسكو) فتلقى منهم ذلك المسيو (بلانطى) و (كاستيلانوس) بدون تروٍّ.

وممن رفض ذلك واعتبره من باب الخرافات المسيو (الامارتنينلان) وأقربهم إلى الحقيقة المسيو (بودجيت ميكين) حيث قال: إن قساوة مولاى إسماعيل هى نتيجة أحوال زمانه الذى يعيش فيه، ولئن فاق الملوك قساوة فلقد فاقهم قوة، وبسبب جهل المؤلفين للزمان والمكان فإنهم أغفلوا التحفظ عند تتبعهم الأعمال الدموية التي قام بها مولاى إسماعيل، ومن أجل ذلك حكموا عليه بصرامة خالية عن كل إنصاف.

ثم بعد أن وصف مولاى إسماعيل بالقوة الكاملة في الباءة التي أوجبت له تعدد الأزواج المباح له في شريعته السمحة وما علقه الأوروبيون على ذلك، قال: فإننا نرى مولاى -إسماعيل يطوف في مماليكه وتمر عليه الأربعة والعشرون سنة وهو على رأس جيوشه يحارب ويقطع الرءوس ويأخذ الجبايات ويستقبل سفراء دول النصارى ويناظر (الآباء دولا مرسى) مناظرة علامة موحد، ويخطب في المساجد، ويدير أمور مملكته، ويقابل بنفسه بناء قصوره العظيمة، وينظم حرسه الأسود الشهيرة، ويكتب لجاك الثانى، ويحاجج في دين المسيح.

وحياة مملوءة بأعمال كهذه لا تترك وقتا للشهوات، وذلك قاض بالاعتراف بأنه لم يكن منهمكا فيها".

ومن أكبر البراهين وأوضح الأدلة على ما كان بينه ويين عظماء ملوك أوروبا

<<  <  ج: ص:  >  >>