للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتحرر من هذه المباحث المتعلقة بمدينة وليلى التي اعترف ابن غازى بأنها كانت قاعدة البلاد وحاضرتها، أنها من نفس جبل زرهون بل هى قاعدته، وأنها ليست هى مكناسة القديمة، كيف وهى رومانية! ومكناسة القديمة بربرية، وأنها هى التي تعرف الآن بقصر فرعون، وأن الزاوية الإدريسية ليست هى مدينة وليلى الأصلية، وإنما كان موقعها تابعا لها ومن إضافاتها ومتعلقاتها، فهى من وليلى تبعا لا أصالة، وأنها لم تكن عامرة كما هى عليه الآن، وإنما تتابعت عمارتها بعد أن شيد المولى إسماعيل الضريح الإدريسى بها، ولذلك لم يتعرض لها ابن الخطيب في كتبه ولا ابن غازى، ولا من وافقهما طبق ما أشرنا إليه سابقا، وأن اسم الزاوية هو الذى كانت تستحقه قبل العمارة فاستمر عليها بعدها، وأن قصبة النصرانى ليست هى قصر فرعون الأصلى، وإنما هى من إضافاته فيصح إطلاقه عليها تبعا لا استقلالا، ولو لم يكن من دلائل ذلك إلا تعين كل باسمه الخاص قديما وحديثا لكفى وأن ما خالف ذلك كله إما توسع أو غلط والله أعلم.

ملاحظات:

الأولى: من الغريب ما نقله في الأزهار العاطرة عن بعض الطلبة من أن مدينة وليلى هى عين القصر لا قصر فرعون قائلا: لأنه قد خلا قبل البعثة على ما قيل هـ. وعين القصر هذه هى الكائنة بالضفة اليسرى لوادى وليلى المار أسفل باب. الحجر أحد أبواب الزاوية سميت عين القصر لقربها من قصر على مثال بناء قصر فرعون كان قديما هناك ثم سقط وبقى منه قوس، وإليه تنسب عرصة هناك، فيقال عرصة القوس أيضا كما سبقت الإشارة لذلك ولم يوجد هناك أثر لغير هذا القصر وحينئذ فلا يصح أن يكون ذلك المحل هو مدينة وليلى إلا على سبيل الإضافة والتبعية نظير ما قدمناه، على أن ذلك الطالب بنى دعواه على التفرقة بين وليلى وقصر فرعون وقد سبق تحرير اتحادهما ورد ما خالفه، وأما تعلق ذلك الطالب

<<  <  ج: ص:  >  >>