للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكتب ابن داود إلى السلطان بما يفتضى إغراء صاحب الترجمة لأهل مراكش على ما فعلوه فقابل وشايته بالرد وفند زعمه وبرأ ساحة ولده المترجم من تلك الوصمة، ونهض من فاس إلى مراكش مصممًا على تأديب أهل مراكش وأخذ ثأر العامل منهم، ولما حل بمراكش عزم على تنفيذ ما هم به لهم فوقعت الشفاعة فيهم فقبلها على استثناء أفراد ممن قاموا بتلك الثورة.

وبعد مدة يسيرة أنهض ولده المترجم للحركة إلى البلاد السوسية ليستوفى ما وظف على أهلها من الأموال، واستوزر له الفقيه أبا عبد الله محمد المفضل غريط الذى صار صدرًا أعظم في الدولة العزيزية.

ثم في السادس والعشرين من ذى الحجة عام ثلاثة وثمانين ومائتين وألف عقد له راية متسعة الأكناف ووجهه لبلاد تادلة وجوارها من قبيلة الشاوية، ووالده إذ ذاك مقيم بالديار الغربية.

ولما دوخ المترجم تلك النواحى وساسها وأسس نظامها وحسن أحوالها، أوقع القبض على القائد أحمد الفكاك أحد قواد الشاوية وخليفته أخيه زويويل لسوء سيرته واضطراب أمره واختلاطه، وولى مكانه القائد محمد بن العربى المعروفى، ولم يزل مقيما بدار الفكاك المذكور حتى لحق به والده السلطان بها، ثم نهضا معا وكل بمحلته إلى أن وصلا للحضرة المراكشية وذلك بعد استقامة كل معوج من الرعية في تلك الطريق، وصلحت الأحوال واستخلص الواجب المعين كما يجب.

ولما جاوز الركاب السلطانى بلاد تادلا بدا له أن يولى عمالة مراكش خديمه الطالب أحمد بن داود فوجه له عقد ولايته قبل وصوله لتلك الحاضرة، وذلك بإشارة من حاجبه الناصح الضابط أبى عمران موسى بن أحمد، ورفيقه أبى محمد عبد السلام البقالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>