للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخامسة: جزمنا أولا بأن بين مكناسة وقصر فرعون ثمانية وعشرين كيلو مترا، وبذلك جزم أيضا بعض من ألف في وصف مكناس من الأوربيين المعاصرين اعتمادًا على ما تحرر الآن بطريقة في المسافة المذكورة بعد تعيين نهجها وترصيفه، وعليه فما نقلناه بعد ذلئه عن ابن غازى من أن بينهما اثنى عشر ميلا يحمل على ما قدمناه في المسافة التي بين فاس ومكناس وفاس وتازا.

السادسة: قول ابن غازى السابق وكان ثم سوق غبار إلخ يعنى في المحل الذى به آثار البناء العتيق الضخم المذكور، وقد نسخ هذا السوق لا باعتبار الزمان ولا باعتبار المكان، وإنما يعمر السوق منذ أدركنا داخل الزاوية يوم السبت وعشية يوم الجمعة، نعم بعد انبساط الحماية كان بعض الحكام أشار بإبراز سوف البهائم لظاهر البلد فحول أولا بإشارته خارج باب عين الرجال منها، ثم نقل لوسعة عين خيبر خارج باب عين فكرة منها وعلى ذلك استمر الحال إلى الآن.

السابعة: بالسودان مدينة تسمى وليلى وأخرى تسمى أوليلى نبه عليهما الزيانى في رحلته، وقد قيل إن وليلى زرهون تسمى بطنجة أيضا حكاه ابن غازى في تكميل التقييد، وكذا كانت تسمى تيوليت وبوليبل، وقد يقال بوليبس كما تقدم، كما أن مكناسة كانت تسمى صلدا بالصاد وسلدا بالسين، وبحفظ المؤرخ لهذه الأسماء يفهم المراد من عبارات المؤرخين.

الثامنة: علم مما سبق أن قبيلة أوربة هم أهل وليلى في الزمن الإدريسى، وأن أهل وليلى هم الذين تفرقوا بجبل زرهون لما خربت قاعدة جبلهم وحاضرة البلاد وليلى، فيخرج من ذلك أن أهل زرهون هم قبيلة أوربة ولا زال الأوربيون به وخصوصا بالزاوية منه، وقد حفظت رسومهم القديمة العديدة هذه النسبة لهم، ومنهم أولاد ابن الخياط وأولاد بو يحيى وبيد بعضهم ظهائر ملوكية قديمة باحترامهم وتسويغ بعض الأملاك لهم رعيا لسابقتهم وهم متمسكون بها إلى الآن،

<<  <  ج: ص:  >  >>