الناس يفدون عليه يهنئونه بسلامة النفس من العطب، ويسلونه عما ضاع من مال ونشب.
وسمع بعض الحاضرين يتحدثون بأن سبب هذا الحادث هو عزمه على رد المكس بفندق الجلد، فحلف يمينا جمع فيها كل الأيمان الراجعة للبتات وغيره، إنه ما أذن في ذلك ولا عزم عليه بمحضر جمع من الأعيان والعلماء، منهم أبو العباس أحمد بن الحاج السلمى صاحب الدر المنتخب المستحسن، الملخصة هذه الواقعة منه وبقى بنيس بالعلو المذكور أياما ثم انتقل لمنار ضريح أبي العلاء. مولانا إدريس الأزهر.
ولما رفع للمترجم خبر هذا الحادث الجلل، عقد للقائد إدريس بن العلام على عشرين من الخيل ووجههم بكتاب شريف لكافة أهل فاس، وذلك يوم الخميس ثالث عشرى شعبان العام ووصل لفاس يوم الأربعاء سابع رمضان ومن الغد الذى هو يوم الخميس قرئ الكتاب الكريم على منبر القرويين وفق المقرر المألوف في المكاتب السلطانية، ودونك نص ذلك الكتاب بعد الحمدلة والصلاة والطابع الشريف:
"خدامنا الأنجاد، كافة أهل فاس نخص منهم الشرفاء، والعلماء والأعيان والعرفاء، وابن عمنا الفقيه القاضى مولاى محمد بن عبد الرحمن، والعامل الطالب السيد إدريس السراج، وفقكم الله وأرشدكم وسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فإنكم منا وإلينا، والمعروفون بالخير والصلاح لدينا، ولكم القدم الثابت في محبة جانبنا العالى بالله وخدمته والنصيحة له مما لم يكن مثله لجميع الناس، ولم يزل لكم الذكر الجميل في كل منزل، والأثر الجليل في كل معضل،