وقد جريتم على سننكم المعهود في جمع الكلمة، وأظهرتم من أثر المحبة والنصيحة والخدمة، ما استوجبتم به علينا غاية الاعتبار والحرمة، وجددتم قديم تلك العهود، وأكدتم صالح تلك العقود، كما ظهر منكم عند وفاة سيدنا الوالد المقدس بالله رحمه الله أصلحكم الله ورضى عنكم.
ثم بلغنا بعد ذلك أن بعض السفهاء ظهر منه طيش وبغى، واستهواهم الشيطان فاتبعوا سبيل الغى، فتمالئوا على خديمنا الأمين الحاج محمد بن المدنى بنيس ونهبوا داره ولم يراعوا ماله بسبب خدمتنا الشريفة من الحقوق، ولا خافوا سطوة الخالق، ولا استحيوا من المخلوق، وذلك لا يجمل الإغضاء عنه ولا السكوت عليه، ونحن على بصيرة فيكم، ونعلم أن أهل الخير والصلاح منكم لا يحبون ذلك ولا يرتضونه ولا يوافقون عليه في سر ولا علانية لكونه صدر بغتة، ولكن السفيه إذا لم ينه فهو مأمور.
وعليه فبوصول كتابنا هذا إليكم تداركوا هذا الواقع، وقوموا على قدم الجد في رفء هذا الخرق قبل أن يتسع على الراقع، واعملوا ما تحبون أن نسمعه عنكم ويجلب لكم رضا الله ورضانا. واسعوا في مداواة هذا القرح إسرارا وإعلانا. واعلموا أنكم قدوة لغيركم وإنما ينتظر الناس ما يسمعونه عنكم وفى الحديث الشريف:"من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة".
وها نحن في الأثر قادمون عليكم بحول الله وقوته، فنحب أن نصل إليكم وصدورنا كما كانت سالمة عليكم ولم يبق من جهتكم سوء ولا مكروه، ونطلب الله لجميعكم الهداية والتوفيق. إلى أقوم طريق في ٢٢ شعبان عام ١٢٩٠.