"الحمد لله الذى ابتدأ عباده بالإفضال والإحسان. وجعل نظام أمورهم بقسطاس وميزان. وجعل السلطان ظلا ظليلا يأوى إليه كل مظلوم. ومن اعتصم به فهو لاشك بحول الله وقوته معصوم. والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث هاديا للأنام. والموضح للشرائع والأحكام وعلى آله وصحابته الكرام.
وبعد: فلما حل مولانا المنصور بالله بحبوحة القطر السوسى حلول يمن وأمان. وجاس خلاله في المهامه والعمران. وصارت قبائله تتوارد من كل فج الكبراء والأعيان. ورود طاعة وإنقياد وإذعان. واصل الله سمو مولانا وعزه وارتقاءه. وصرف للإقامة المصالح اهتمامه واعتناءه. وولى على قبيلة عمالاً يضبطون أمرها بكلمته. ويدافعون عنها بسطوته. اقتضى نظره السديد. ورأيه الموفق الرشيد أن يعين كبيرا من جيشه السعيد يكون بركة وسط عمال قبائل جزولة وواسطة لهم فيما عسى أن يعرض لهم، وإعانة لسائرهم وتقوية لأزرهم وشادا لعضدهم ومرشدا لهم ومبصرا ليستشيروا معه فيما يكون من الأقوال والأفعال. في الحال والمآل. مما تدعو الضرورة إليه. وتتوقف الأوامر المخزنية عليه. ويبعد عليهم تناوله مع جانب مولانا المؤيد حين يكون نائبا عن البلد لدراية المعين وخبرته. ونجدته وفطنته.
ومقره يكون بتيزنيت محل قرار المخزن في القديم. ليجرى على النهج القويم.
وأما ما يرجع للعمال مما لابد لهم فيه من أمورهم أو مصالح قبائلهم فلا واسطة بينهم وبين مولانا أيده الله في ذلك، لكونهم مستقلين بأمور تكليفهم ومتحملين بدرك إيالتهم كتحملهم بشد عضد بعضهم بعضا على خدمة مولانا الشريفة. وتنفيذ أوامره المنيفة. وبالتعاون على البر والتقوى، فحينئذ حضر لدى شهيديه أمنهما الله بمنه بمجلس الفقيه العالم العلامة الدراكة الفهامة، الحجة