للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إكثار. إلى غير ذلك مما تقتضى النعمة به التحديث. ويجذب من صميم فؤاد المحب المؤمن الحمدين القديم منهما والحديث. معترفين بأن الله سددنا في ذلك كله إلى غرض التوفيق. وأعلقنا من تحرى الصواب فيه بالسبب الوثيق، وأجرانا سبحانه على ما ألفناه من صنعه الجميل وتعودناه ولولا فضله علينا بمحض فضله ما تم لنا منه ما أردناه. وذلك والحمد لله أن كافة قبائل القطرين المذكورين تلقونا بأجمعهم بأنواع الأفراح وأصناف المسرات. وقدموا من الهدايا ما رأوه من أولى المهمات وأعلنوا بواجب السمع والطاعة وحفيات التحيات. ووسطهم شرفاؤهم ومرابطوهم وفقهاؤهم وأعيانهم وكبراؤهم وذلك لما خيمنا بقصوى عدوة وادى ولغاس الموالية لبلادهم وجبال استفرارهم، بعد أن كانوا كتبوا لشريف حضرتنا ونحن بمراكش الحمراء معلمين بأنهم على سنن الاهتداء. مقيمين على إجابة الدعاء.

فلما التقى الجمعان وجدنا ظواهر خبرهم وبواطن سرهم سواء. ولينا عليهم العمال والقضاة. وكذا على القبائل غيرهم ممن هو من مبادئ هذه الأقطار أو من الغايات، وحططنا بخير بقاعهم لأجل استصلاحهم الرحال. حتى استحال ركض همالجهم لحسن الحال. وأقبل أقاصيهم علينا إقبال الغادة. يهديها اليمن وتزفها السعادة.

ثم بعد كمال استقامتهم وترتيب مراتبهم طلبوا منا التجديد على ما بأيديهم بإقرارهم على عوائدهم، وحملهم على أعرافهم التي عندهم عليها ظهائر أسلافنا الكرام. قدس الله أرواحهم في دار السلام ومن غبر من أمراء المسلمين. رضوان الله عليهم أجمعين. فأقررناهم وجددنا لهم علينا في الحين. واتبعنا في ذلك الإجماع وسبيل المؤمنين، ولو نيل من هؤلاء القبائل التي هى آساد وحشية. وبأفنان الغضا موشية عشر هذا لكان كافيا في القصد من هذا الشأن. لأنهم هذه مدة تزيد على الستين سنة لم يتخلل بلادهم المخزن.

<<  <  ج: ص:  >  >>