للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الله سبحانه: {... وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ ... (١٢)} [الحجرات: ١٢]. وفى الحديث: "إن الله لا يحب الفاحش المتفحش ولا الصياح في الأسواق"، وفيه: "خصلتان ليس فوقهما شيء من الخير حسن الظن بالله وحسن الظن بعباد الله، وخصلتان ليس فوقهما شيء من الشر سوء الظن بالله وسوء الظن بعباد الله". وفيه: "إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال"، وفيه: "إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال"، وفيه: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".

فاعملوا بما يتلى عليكم من آيات الله تهتدوا. واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم تسعدوا. وسابقوا إلى سلوك نهج الخلاص وتداركوا أعمالكم بالتوبة والإخلاص. "واركبوا من طاعة الله ورسوله سفن النجاة. ولا تقنعوا مكان الأعمال الصالحات بالبضاعة المُزْجَاة (١). وأقيموا شعائر الإسلام بينكم وأظهروها. وزكوا أنفسكم بطاعة الله وطهروها، {... وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣١)} [النور: ٣١]. {... إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (٢٢٢)} [البقرة: ٢٢٢]. وبادروا لها مبادرة الغريق لطلب النجاة، وانتهزوا فرصتها قبل هجوم هادم اللذات، هي إن صادفت محلها تَجُبّ ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وفى الحديث: "توبوا إلى الله فإنى أتوب إلى الله كل يوم مائة مرَّة" وفيه "إن للتوبة بابًا عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب لا يغلق حتَّى تطلع الشَّمس من مغربها" وفيه "من تاب قبل أن يغرغر قبل الله منه".


(١) تحرف في المطبوع إلى: "المجزاه" والمُزجَى: الشيء القليل. وهي مُزْجَاة. وفى التنزيل العزيز: {... وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ ... (٨٨)} [يوسف: ٨٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>