للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وورد: "استنزلوا الرزق بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة".

وليعاقبوا الفرقة التي تراخت في الدين. وخلفت سنة سيد المرسلين ولم يتعلموا ما يقيمون به قواعد إسلامهم، ولا سلكوا سبيل رسول الله -صَلَّى الله عليه وسلم - ولا سبيل أئمة الدين، وأعلامهم، ففي الحديث: "إنَّما العلم بالتعلم" وهو واجب، إذ لا يحل لامرئ مسلم أن يقدم على أمر حتَّى يعلم حكم الله فيه، وقد قال سبحانه وتعالى: {... فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٤٣)} [النحل]، وقال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ... (٣٦)} [الإسراء].

ولما أخذ الله العهد على العامة أن يتعلموا أخذ العهد على أهل العلم أن يعلموا فقال سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ... (١٨٧)} [آل عمران: ١٨٧]، {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (١٥٩) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٦٠)} [البقرة: ١٥٩، ١٦٠].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار" فتعلموا وعلموا فإن من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم، قال سبحانه: {... وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ... (٢٨٢)} [البقرة: ٢٨٢]. وفى الحديث: "اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل"، {... وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ... (٢٠)} [المزمل: ٢٠]، {... فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠)} [الكهف: ١١٠]، وقال: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)} [الزلزلة: ٧، ٨].

وقال - صلى الله عليه وسلم - في وصية لبعض أصحابه رضى الله عنهم: "كن في الدُّنيا كأنك غريب أو عابر سبيل واعدد نفسك في الموتى وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح".

<<  <  ج: ص:  >  >>