وبعد تأسيس صلاحهم وتلافيهم. وقضاء غرضنا الشريف بحول الله فيهم. نهضنا عنهم محفوفين بمواد السعادة والإقبال. ومعتمدين على القوى المتعال. إلى أن خيمنا على قبائل آيت عطة بقصر السوق. تخييم سعد تبهر مظاهره وتروق. وهنالك تلاقينا بحركتهم مع أهل الصحراء والوافدين من توات وبجيوشنا السعيدة المراكشية والقبائل السوسية وقبائل الدير والقبائل الحوزية الوافدين مع ولدنا مولاى محمد أصلحه الله من جهة سوس على نواحى تدغة وغريس.
فكان الاجتماع بهم جمع تعضيد للصلاح وتأسيس. ثم نهضنا بهم من هناكم إلى وطن مدغرة المباركة فخيمنا بامسكى. في نعم متوالية تقصر الألسنة أن تصف بعضها وتحكى ومنه وجهنا ولدنا مولاى عبد العزيز أصلحه الله لملاقاة شرفاء أهل مدغرة وتوفيتهم بصلة البرور المعتادة. بعد أن ضعفنا لهم القدر الذى نصلهم به كل سنة تضعيف تنمية وزيادة. فزدناهم على المعهود خمسين ألف مثقال تكملة لمائة ألف مثقال وجب فيها بصرف بلدهم عشرون ألف ريال.
ثم نهضنا للتخييم على بلاد الصباح. فانتشرت أجنادنا الوافرة ببلادهم انتشار عمود الإصباح. وجاست مواكبنا السعيدة خلال نخيلهم وأوديتهم وأثارت سنابك الخيل نقع بساتينهم وأنديتهم، فتلقوا شريف جنابنا خارج قصورهم برجالهم ونسائهم وأهل رواياهم، وأحسنوا في إظهار خدمتهم وأداء واجباتهم. ودفع هداياهم.
ومنهم كان نهوضنا لتافلالت المباركة فخيمنا بمركزها المنيف، وحططنا الرحال الموفورة حول نخيلها الباسقات، وأحدقت مضاربها الغراء بتلك البساتين المتناسقات، مصحوبين بجميع تلك الجيوش التي لا يأتى الإحصاء بفضل الله عليها، ولا يكاد يضاف حصر العدد إليها، وخصوصا حركة آيت عطة المنتخبة الفرسان والأوصاف المشتملة على نحو الستة آلاف، مع من ذكر من حركة آيت مرغاد بعدد له بال، وحركة آيت ازدك الكبيرة المعتبرة الخيل والأبطال.