للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوجدتم نائبه منتظرًا لكم، وتلقاكم بالترحيب والتعظيم، وحملكم في عربة منتخبة من عربات كبيرهم، وصاحبكم إلى مدينة عظيمهم المسماة طورين، فأقمتم بها يومين مكرمين معظمين، وورد عليكم عامل البلد وشيخها والجنرال وكبير العسكر.

وأخبروكم بأن عظيم الدولة خارج البلد حسبما قدمتم الإعلام بذلك وأن رجوعه يكون في أواخر غشت، وقاموا بالاعتناء بكم وطلبوا توجهكم إلى رومة عملا بما أمروا به من قبيل كبيرهم، فدخلتم لها يوم تاريخ كتابكم بعد اجتيازكم من مدينة فرينسية، ولقيكم بها خليفة وزير الأمور البرانية مع الكبراء المذكورين.

ثم قدموا عليكم لمحل النزول برومة بقصد التسليم والتهنئة وظهركم أن قدوم الوزير عليكم يكون بعد الاستراحة، وأخبروا بوصول الهدية إلى جنوة عدا الخيل، وأنك تطلب من الوزير عند اللقى به إتيان الهدية لتصحبها معك إلى طورين عند رجوعك إليها، وبينت ما ظهر لهم من تأخير ورود الخيل إلى أن تأتى في البابور الذى يحملكم إلى طنجة، وأن الكتاب الشريف الذى تدفعه لعظيمهم كان وجهه لك وزير الأمور البرانية، حيث كنت بطورين، ورجوت أن يكون غشاؤه مع الهدية وقد طالعنا سيدنا أعزه الله بكتابك، وصار ما قررته بباله الشريف، ودعا لك أيده الله بخير ونسأل الله أن يقضى بك الغرض الشريف، ويسددك في الأقوال والأفعال وعلى المحبة والسلام في ٤ رمضان عام ١٢٩٣ موسى بن أحمد لطف الله به".

ولما وصل السفير لحدود إيطاليا ودعه النائب الفرنسى الذى ذهب معه مشيعا له، واقتبله وزير خارجية إيطاليا وباشادورها بطنجة والحاكم العسكرى، وبعد انتهاء حفلة الاستقبال وأداء واجب التحية، توجهوا في مركب عظيم لمدينة طورين،

<<  <  ج: ص:  >  >>