وقال عليه الصلاة والسلام: السكينة والوقار في أهل الغنم، والفخر والخيلاء في أهل الخيل، والغلظة والجفاء في الفدادين، تبع أذناب الإبل والبقر.
وقال عمر رضي الله عنه في إفريقية: بلاد مكر وخديعة.
وقال مولانا جلت قدرته لذي القرنين في أهل المغرب الأقصى {إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا} فدل على استحقاقهم لكل ما يعاملون به من خير أو شر وأنهم لذلك أهل والله أعلم، انتهى. من القواعد بزيادة شرح وإيضاح.
ولا ريب أن البربر من أهل الغنم والخيل، وأنهم من تباع أذناب الإبل والبقر كما هو مشاهد، وعليه فقد توفرت فيهم دواعي الخير والشر كما علم مما تقدم.
ثم إن أشار إليه الشيخ زورق من حمل الآية على التخبير عليه اقتصر أكثر المفسرين. ومنهم من حمل (إِمَّا) فيها على التنويع والتقسيم، ثم الذاهبون إلى الأول اختلفوا في تصويره -وفي طريق تحريره- ففي أبي السعود إما أن تعذب بالقتل من أول الأمر وإما أن تتخذ فيهم حسنا بالدعوة إلى الإسلام والإرشاد إلى الشرائع. ثم قال وخير بين القتل والأسر والجواب من باب أسلوب الحكيم، لأن الظاهر التخبير بينهما وهم كفار، ثم قال: ويجوز بأن تكون (إما)، (وإما) للتنويع دون التخيير أي وليكن شأنك إما التعذيب وإما الإحسان فالأول لمن بقي على حاله والثاني لمن تاب، انتهى.
وفي الخازن إما أن تعذب بقتل من لم يدخل في الإسلام، وإما أن تتخذ فيهم حسنا، يعني تعفو وتصفح، وقيل: تأسرهم فتعلمهم الهدى خيره الله بين الأمرين، انتهى.
وفي النسفي خير بين أن يعذبهم بالقتل إن أصروا على أمرهم، وإما أن تتخذ فيهم حسنا بإكرامهم وتعليم الشرائع إن آمنوا والتعذيب القتل، واتخاذ الحسنى الأسر، انتهى.