وفي النيسابوري: خيره الله بين أن يعذبهم بالقتل وأن يتخذ فيهم حسنا وهو تركهم أحياء فاختار الدعوة والاجتهاد، انتهى.
وفي روح البيان أنت مخير في أمرهم بالدعوة إلى الإسلام، إما تعذيبك بالقتل أن أبوا وإما إحسانك بالعفو والأسر، وسماهما إحسانا في مقابلة القتل ويجوز أن يكون إما وإما للتنويع إلى آخر ما سبق عن أبي السعود، انتهى.
وفي البيضاوي فخبره الله بين أن يعذبهم أو يدعوهم إلى الإيمان كما حكى بقوله قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب -أي بالقتل على كفرهم، وإما أن تتخذ فيهم حسنا- بالإرشاد وتعليم الشرائع.
وقيل خيره الله بين القتل والأسر وسماه إحسانا في مقابلة القتل ويؤيد الأول قوله:(أما من ظلم) إلى (نكرا) أي فاختار الدعوة وقال أما من دعوته فظلم نفسه بالأسرار. ثم قال: ويجوز أن تكون (إما)، (وإما) للتقسيم دون التخيير، انتهى.
وفى البحر، وقوله: إما أن تعذب بالقتل على الكفر، وإما أن تتخذ فيهم حسنا بالحمل على الإيمان والهدى إما أن يكفروا فتعذب وإما أن يؤمنوا فتحسن فعبر في التخيير بالمسبب عن السبب.
قال الطبري: إيجاد الحسنى هو أسرهم مع كفرهم، يعني أنه خيره مع كفرهم بين قتلهم وبين أسرهم وتفصيل ذي القرنين أما من ظلم ... إلخ يدفع هذا القول، انتهى.
وفي ابن جرير يقول: إما أن تقتلهم إن لم يدخلوا في الإقرار بتوحيد الله ويذعنوا لذلك بما تدعوهم إليه من طاعة ربهم، وإما أن تتخذ فيهم حسنا، يقول: وإما أن تأسرهم فتعلمهم الهدى وتبصرهم الرشاد، انتهى.
وفي الفخر: خير الله ذا القرنين فيهم بين التعذيب لهم إن أقاموا على كفرهم، وبين المن والعفو عنهم، وهذا التخيير على معني الاجتهاد في أصلح الأمرين، كما خير عليه السلام بين المن على المشركين وبين قتلهم.