بكمال الترحب والفرح والسرور، وقد قابلته بما يناسب مقامه، وأمليت عليه وأملى على ما نشافهك به بحول الله.
وقد أخرت الشرح للاختصار، ولكون الطرس لا يسعه وللتلذذ به عند ملاقاتك، ولما أردنا الملاقاة جاء عندنا الشريف سيدى الحاج عبد السلام ولد سيدى الحاج العربى الوزانى وتأدب معنا وأعطى لمقام المخزنية ما يناسبها لتلاقيه مع سلطان إصبانية، لأنه كان قدم لسبتة تبلنا بقصد الملاقاة معه، فمنعه باشادور إصبانية، وحاكم سبتة وقالا له: الصواب الذى يلائم السنن المخزنى هو أن تذهب عند باشادور سلطان الحضرة الشريفة، وهو الذى يلاقيك بالسلطان، ويعرفك به، فحينئذ أذعن وأتى، وحيث وقعت الملاقاة طلبت الإذن من سلطان إصبانيا بتعريفه بمن كان واقفا معنا، فأذن فعرفته أولا بالشريف سيدى عبد السلام من كونه رجلا خيرا عندنا، وأن دارهم عندنا دار ولاية وصلاح، وثانيا بالطلبة، وثالثا بقائدى المائة، وهما القائد الجيلانى، والقائد الحنفى بعد أن أمرته بجعله عمامة، ورحب بالجميع وسأل عن القائدين هل هما قائدا الخيل أو الرجلى؟ فأجبته بأنهما قائدا الخيل.
وقد كنت قدمت لك أن العدد الذاهب معنا لسبتة أحد عشر، ثم انتخبنا من العدد المذكور القائدين المذكورين والطالبين وأربع خدمة: بلال، والسيد محمد بن عبد الحفيظ، ورروق، وصالح الجزار، الكل بإشارة السيد محمد بركاش.
ولما فض مجلس الملاقاة ذهب سلطان إسبانية لمحل مأكولاتهم ومشروباتهم وقت المغرب، فأرسل علينا لنكل معه فذهبت ومعى الشريف المذكور والطالبان، ولما فرغنا من الأكل خرج وطاف بأماكن عسكره بسبتة، بعد ذلك ركب البحر بين العشاءين على نية ذهابه لقالص ليكون به صبيحة يوم الأربعاء فإذا بالأقدار لم تساعد بأن هاج عليه البحر هيجانا ما تقدمت لنا رؤيته، وبات على ظهره بالمرصة،