للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإليك نصوص بعض الوثائق الراجعة لمسائل مراسى سوس تتميما لما أسلفناه في الكلام على حركات المترجم، أولها بعد الحمدلة والصلاة والطابع الكريم بداخله.

الحسن بن محمد الله وليه ومولاه:

"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد وصلنا كتابك بأنك بعد ما كتبت لنا بما كتبت به دولة الصبنيول لباشا دورها في شأن الهرج الواقع بجزر كنارية لأجل مكينسى النجليزى أخبرك الباشدور أنه وردت له مكاتيب أُخر من دولته بأن الأمر قد ضاق في ذلك، وأنه تعين التعجيل بفتح مرسى هنالك قبل عموم الضرر لتلك النواحى، بحيث إذا لم نعجل بذلك فإنه يحصل الضرر الفادح لمرسى الصويرة وللمغرب كله، ونكلم معك بذلك كلاما مجملا من غير تفصيل، وأنك بعد ذلك كنت تتكلم مع خليفة الفرانصيص فأخبرك أن عندهم المكاتيب من دولتهم بالتكلم في أمر سوس ذاكرين أنه لا يمكن لجنس أن يستغل تلك النواحى بدون أعشار وهم يؤدون الأعشار في المراسى، ففهمت من كلامه أن فرانصة تكلمت مع إسبانيا في ذلك، ولأجله أجمل الباشدور في كلامه ولم يفصل، وأنك تخبرت على وجه السر بكتاب توجه للفرانصيص من فرقة آيت باعمران يطلبون التجارة منه معهم، كما تخبرت بأن ابن هاشم كتب له بالمخاطبة في شأن المخالطة فلم يساعد على ذلك إلى آخر ما ذكرته، وصار منا على بال.

فأما فتح المرسى هناك فيحتاج إلى تأويل وأمور مهمة لكون أولئك الناس ليسوا على ما ينبغى، وانظر قضية النصرانى النبريال المقتول هنالك مع ما يصدر لمن ينزل بوادى نون من إسبانيا من الأسر حتى نفديهم منهم بالمال، وعلى كل حال أما الصبنيول في هذا المعنى فقد أجبناك عنه في غير هذا، وأما الفرنصيص فبصره

<<  <  ج: ص:  >  >>