"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: وصل كتابك بأن باشادور إسبانيا كتب لك بما في كتابه الذى وجهت من أن حاكم مليلية كتب له بأن عامل بنى بو كافر امتنع من رد مسجون له فر من مليلية وبرح في الأسواق بأن كل من دفع مسجونا هاربا من هناك يقتل وتؤخذ أمتعته، وكذلك من لم يقتل النصارى الذين يتجاورون الحدادة، فأجبته عن ذلك بما في النسخة التي وجهت ووعدته بالكتابة لناحية الريف بالسؤال عن ذلك، وإطلاع علمنا الشريف بالواقع وكتبت لأحد أمناء مليلية بما في النسخة التي وجهت وطلبت إصدار أمرنا الشريف للعامل المذكور برد المسجون الهارب على مقتضى الشروط وإبطال التبريح المشار إليه وصار ذلك بالبال.
وقد أحسنت فيما فعلته في ذلك كله، وأصبت في صرف وجه الاعتناء لعلاج ذلك الداء، سددك الله. نعم، كان بلغنا ذلك قبل وأصدرنا أمرنا الشريف للعامل المذكور بما ذكر ولغيره من خدامنا عمال قلعية وأمنائهم بالبحث عن النصرانى المذكور، ودفعه لحاكمه على يد الأمناء، ووجهنا من يقف حتى يدفع له.
ومن جملة من أمر بذلك من العمال المذكورين: وصيفنا الطالب عبد الله بن أحمد فأجاب بما تقف عليه في كتابه طيه من تكليفه بعض المرابطين الخمليشيين المسموعين الكلمة بتلك الناحية بالبحث عنه ورده لحاكمه على يد الأمناء المشار إليهم.
وأما نداء العامل المذكور فقد بلغنا أن سببه ترامى الحاكم المذكور على إخوانه وقبضه عليهم في النصرانى الذى فر له ومن جملة من قبض عليهم أخوه، وأنه وقع من القبيلة لامن العامل لكون الأنفة من فعل الحاكم المذكور ذلك بإخوانهم