حملتهم على النداء بذلك، وها نحن آخذون في البحث ثم إن صح أن العامل هو الذى أمر بذلك يؤدب بحول الله لأنه لم يرتكب هينا، وهذا مصداق ما أجبت به باشادورهم من أن أصل ذلك من حاكم مليلية لارتكابه الأمور التي ينشأ عنها الشنآن كتوجه الفساد من أهل الريف لإسبانيا، وقبولهم في مليلية وتعرضه على أهل الجرائم، ووعده لأهل الريف بالحرث داخل حدادتهم وغير ذلك من الأمور المفضية للهرج والمشاحنة تولى الله أمرنا وكفانا بحوله وقوته والسلام في ٢ محرم عام ١٣٠٠".
هذا وإن لصاحب الترجمة علائق ومراسلات مع إسبانيا غير ما تقدم، وقد تداولت بينه وبين ملوكها الرسائل الودية ككتاب الفنس الثانى عشر إليه معلما باقترانه بالأميرة النمسوية مارى كريستين زوجه الثانية، وجواب الحضرة الشريفة عن ذلك بالتهنئة مع إيفاد سفارة للقيام بذلك نيابة عن جلالتها.
ولما ولدت المذكورة بنتًا بعث كتابًا ثانيا منبئا بذلك فأجابته الجلالة الحسنية بالتهنئة والاستبشار بذلك. ولما تزوجت أخته الأميرة "مرياد لبس" بابن عمها الأمير "لويس فرندود بيرة" أرسل كتابا معلنا بذلك مجدداً فيه المودة المتواصلة، فأجابه المترجم على ذلك بما ينبغى أن يجاب به.
ومن ذلك إهداء الملك المذكور للحضرة الشريفة علامة الافتخار وإرساله "إدوارد رمية يانكوس" سفيرا وواسطة بين الدولتين وجواب المترجم له عن كل من العلامة والسفارة بحول الأولى محل القبول والكرام، ومقابلة الثانية بما ينبغى من المبرة والاعتناء والمسرة.
ومن ذلك كتاب المترجم للملك المذكور بالشكر له ولدولته، وأعيان رجاله وأمته، على ما صدر منهم في مال الصلح من الصبر والمجاملة واستيفائه على وجه التقاضى وحسن المعاملة، وختمهم ذلك بأحسن ختام، بالإذن في نهوض أمنائهم