للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المراسى قبل استيفاء الواجب من بعضها على التمام. وأن ذلك حقق للحضرة الشريفة ما كانت تسمعه عن المحبة وكمال الاتصال بين أسلافها الكرام، مثل سيدى محمد بن عبد الله وغيره.

ولما مات الملك الفنس الثانى عشر المذكور بعث بالتعزية فيه للحكومة الإسبانية وكتب لزوجه الملكة مارى بالتعزية فيه والتهنئة بتبوئها مكانه، لأنها عينت وصية على العرش بعده ونص ذلك بعد البسملة والحوقلة والاستفتاح والطابع:

"إلى المحبة المعظمة، المحترمة المفخمة. سلطانة دولة إسبانيا الفخيمة السلطانة دنى مرية كريسطينة.

أما بعد حمدِ الله الذى لا يروعه الحمام المرقوب ولا يبغته الأجل المكتوب. فقد بلغ لشريف علمنا أن المحب المعظم الصاحب المحترم. سلطان إسبانيا السلطان الفنس الثانى عشر مات وانتقل من هذه الدار. إلى دار المقام والقرار. فحصل لنا من الأسف على مصابه ما الله أدرى به. لأنكم أحباؤنا وجيراننا فما يسركم يسرنا. وما يكدركم يكدرنا. ونحب الخير التام لكم. ودوام صلاح نظامكم.

وبمجرد بلوغ ذلك لشريف علمنا قبل سماعنا بتوليتك في محلة طيرنا الكتب لدولتكم على العموم بالتعزية. في مصابه والتسلية. وأشرنا عليهم بالتثبت في هذا الأمر العظيم. حتى يسند الأمر فيه لأهله ويجرى على السنن المستقيم، والمقصود عندنا بذلك هو بقاء الملك في داركم. وانتظامه وتشييد فخاره بكم. لأنكم أهله ومستحقون له ومحله، وقد تحقق ذلك القصد والحمد لله وهان علينا بعض مصابه بما بلغنا من حيازتكم لمكانته ورتبته وجلوسكم على سرير مملكته، فليرنا لكم هذا المسطور على المخصوص في مصيبته، ودمتم محفوظين في سربكم، ممتعين بحزبكم. وختم في ١٧ من ربيع الأول عام ١٣٠٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>