وثلمته يا صاح من ذا يسدها ... ونجم توارى بعد ما كان باديا
إمام على نهج الإمام ابن حنبل ... لقد كان مهديا وقد كان هاديا
عليم بفقه الأقدمين محقق ... وقد كان في فقه الأواخر راسيا
وقد حاز في علم الحديث محلة ... وللسلف الماضين قد كان قافيا
وفي كل فن فهو للسبق حائز ... وفي العلم مقدام حميد المساعيا
فلا نعمت عين تضن بمائها ... عليه ولا قلب من الحزن خاليا
فوا لهفا من فادح حل خطبه ... وحصن من الإسلام قد صار واهيا
لقد صابنا أمر من الحزن مفجع ... لدن جاءنا من كان للشيخ ناعيا
فجالت بنا الأشجان من كل جانب ... وأرق جفن العين صوت المناديا
بموت الفتى عبد العزيز بن مانع ... سلالة أمجاد تروم المعاليا
لقد كان بدرا يستضاء بضوئه ... فأضحى رهينا في المقابر ثاويا
فوا حزنا إن كان إلا بقية ... تخلف من بعد الهداة المواضيا
فسار على منهاجهم واقتفاهم ... على منهج التوحيد قد كان داعيا
لقد عاش بالدنيا على الأمر بالتقى ... وعن مؤبقات الإثم ما زال ناهيا
فيا أيها الإخوان لا تسأموا البكا ... على عالم قد كان في العلم ساميا
تغمده الرب الكريم بفضله ... ولا زال هطال من العفو هاميا
على قبره يهمي عشيا وبكرة ... وبوأه قصرا من الخلد عاليا
وصل إلهي كلما هبت الصبا ... وما أنهلت الجون الغداف العواديا