كتاب زوائد ابن الجوزي على مقاتل في الوجوه والنظائر

دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي - الوجه الثاني: الحليم. - ص: 105

ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (١).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه، ومأخذه السياق القرآني.

[الوجه الثاني: الحليم.]

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} [آل عمران: ٣٩] وقال به من السلف: ابن عباس، وقتادة، وسعيد بن جبير، والضحاك، وعكرمة. (٢)

ومن المفسرين: ابن جرير، والبغوي، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٣).

وقال ابن عطية مؤيداً لهذا القول في الآية على غيره: «قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: كل من فسّر من هؤلاء العلماء المذكورين السؤدد بالحلم فقد أحرز أكثر معنى السؤدد ومن جرده بالعلم والتقى ونحوه فلم يفسر الآية بحسب كلام العرب» (٤).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في لغة العرب؛ قال ابن فارس: «السيّد: الحليم» (٥).

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة صحة هذين الوجهين وهما]

الوجه الأول: الزوج ودل عليه قوله تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} [يوسف: ٢٥]، وأن مأخذه السياق القرآني.

الوجه الثاني: الحلم ودل عليه قوله تعالى: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} [آل عمران: ٣٩]، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في لغة العرب.

---

(١) معاني القرآن للفراء ٢/ ٤١. جامع البيان ١٢/ ٢٤١. معالم التنزيل ص ٦٤٣. الكشاف ٢/ ٤٣٢. المحرر الوجيز ٣/ ٢٣٥. الجامع لأحكام القرآن ٩/ ١١٣. البحر المحيط ٦/ ٢٦٠. تفسير القرآن العظيم ٣/ ٥٨٢.
(٢) جامع البيان ٣/ ٣٢٧.
(٣) المرجع السابق نفسه. معالم التنزيل ص ٢٠٤. المحرر الوجيز ١/ ٤٢٩. الجامع لأحكام القرآن ٤/ ٤٩ - ٥٠. البحر المحيط ٣/ ١٣١. تفسير القرآن العظيم ٢/ ٣٤.
(٤) المحرر الوجيز ١/ ٤٢٩.
(٥) مقاييس اللغة ٤٧٥.