للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والرابع: المدينة. ومنه قوله تعالى في الرعد: {أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ} [الرعد: ٣١]» (١).

[دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي]

الوجه الأول: المنزل.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [الأعراف: ٩١].

وقال به من المفسرين: أبو حيَّان، وابن كثير (٢).

ويتبين مما تقدم صحة الوجه في معنى الآية، وإنما لم يظهر وروده في كلام السلف وأكثر المفسرين لأنه ظاهر من الآية وسياقها، فلم يحتج إلى تفسير، ومأخذ هذا الوجه هو المعنى المشهور للدار في اللغة، قال الخليل: «والدّار: كلُّ موضعٍ حَلَّ به قومٌ فهو دارَهم» (٣)

الوجه الثاني: الجنة.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} [النحل: ٣٠].

وقال به من المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والبغوي ونسبه لأكثر المفسرين والزَّمخشري، والقرطبي، أبو حيَّان، وابن كثير (٤).

ويتبين مما تقدم صحة الوجه في معنى الآية، ومأخذه السياق القرآني، لأن الآيات تعرض لحال المتقين في الدنيا ثم جزائهم في الآخرة الجنة.

الوجه الثالث: جهنم.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: ٢٨].

وقال به من السلف: ابن عباس (٥)، وابن زيد (٦).


(١) نزهة الأعين النواظر ص ٢٩١.
(٢) البحر المحيط ٥/ ١١٦. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/ ١٨٥.
(٣) العين ص ٣١٠.
(٤) جامع البيان ١٤/ ١٢٧. معاني القرآن وإعرابه ٣/ ١٩٦. معالم التنزيل ص ٧٠٨. الكشاف ٢/ ٥٦٤. الجامع لأحكام القرآن ١٠/ ٦٧. البحر المحيط ٦/ ٥٢٦. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/ ٤١.
(٥) ذكره عنه النَّحَّاس في معاني القرآن ٣/ ٥٣٢.
(٦) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٤٨.

<<  <   >  >>