«النظر: في الأصل: إدراك المنظور إليه بالعين ويسمى ما يقع به النظر من العين: الناظر وقد يستعار في مواضع تدل عليها القرينة. ويقال: نظرت فلانا: بمعنى انتظرته. وأنظرته: أخرته. والنظرة: التأخير. والنظير: المثل. وهو الذي إذا نظر إليه وإلى نظيره كانا سواء.
قال شيخنا علي بن عبيد اللَّه: النظر يقال على وجوه:
أحدها: الإدراك بحاسة البصر.
والثاني: بمعنى الانتظار.
[والثالث: بمعنى الرحمة.]
والرابع: بمعنى المقابلة والمحاذاة. يقال: داري تنظر دار فلان، ودورهم تتناظر، أي: تتقابل.
والخامس: بمعنى الفكرة في حقائق الأشياء لاستخراج الحكم (بالاعتبار ليصل بذلك إلى العلم بالمعلومات)(١).
[وذكر أهل التفسير أن النظر في القرآن على أربعة أوجه]
أحدها: الرؤية والمشاهدة. ومنه قوله تعالى في البقرة:{وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}[البقرة: ٥٠]، وفيها:{فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ}[البقرة: ٢٥٩]، وفي الأعراف:{أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}[الأعراف: ١٤٣]، وفيها:{وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ}[الأعراف: ١٦٨]، وفي القيامة:{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة: ٢٣].
والثاني: الانتظار. ومنه قوله تعالى في البقرة:{لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا}[البقرة: ١٠٤]، وفي النساء:{وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا}[النساء: ٤٦]، وفي النمل:{فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}[النمل: ٣٥]، وفي يس:{مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً}[يس: ٤٩]، وفي الحديد:{انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}[الحديد: ١٣]، وفي ص:{وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً}[ص: ١٥].
(١) وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ص ٩٦٨، ومقاييس اللغة ص ٩٩٧، ولسان العرب مادة (نظر).