للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة قال الخليل: «استبقَيْتُ فلاناً وذلك أن تعفُوَ عن زَلَلِهِ فتَسْتَبْقِيَ موَدَّتَه» (١).

الوجه الرابع: الثواب.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ} [هود: ٨٦].

وقال به من السلف: قتادة (٢)، والحسن (٣).

ومن المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، والقرطبي، وأبو حيان (٤).

وللسلف في الآية قولان آخران:

أن البقية هنا: طاعة الله، وقال به مجاهد.

أن البقية هنا رزق الله الحلال، وقال به: ابن عباس (٥)، والحسن، والربيع (٦).

وليس بين هذه الأقوال تعارض فأقوال السلف الثلاثة من قبيل التفسير بالمثال على البقية في الآية.

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير بالمثال لأن الثواب مثال للبقية في الآية.

الوجه الخامس: الصلوات الخمس.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: ٤٦].


(١) العين ص ٨٣.
(٢) جامع البيان ١٢/ ١٢٤.
(٣) ذكره عنه النَّحَّاس في المعاني ٣/ ٣٧٣.
(٤) جامع البيان ١٢/ ١٢٤. معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٧٢. معاني القرآن للنحاس ٣/ ٣٧٣. معالم التنزيل ص ٦٢٨. الكشاف ٢/ ٣٩٤. الجامع لأحكام القرآن ٩/ ٥٨. البحر المحيط ٦/ ١٩٦.
(٥) جامع البيان ١٢/ ١٢٤.
(٦) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٧٢.

<<  <   >  >>