للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآية الخامس: قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا} [الأنعام: ٥١].

وقال به من المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان (١).

ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معاني الآيات، ومأخذه تفسير الشيء بسببه؛ لأن من أسباب الخوف العلم، كما أشار إليه أبو حيان إذ يقول: «والعلاقة بين الخوف والعلم، حتى أطلق على العلم الخوف، وأن الإنسان لا يخاف شيئا حتى يعلم أنه مما يخاف منه، فهو من باب التعبير بالمسبِب عن السبب» (٢).

الوجه الثالث: الظن.

ومنه قوله تعالى في البقرة: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} [البقرة: ٢٢٩].

وأما السلف فإنهم اختلفوا في معنى الخوف منهما ألا يقيما حدود الله، واتفقوا على معنى الظن في الآية، وهو صريح في قراءة أبي بن كعب (٣) وذلك كقول ابن عباس «ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يكون النشوز وسوء الخلق من قبلها فتدعوك إلى أن تفتدي منك فلا جناح عليك فيما افتدت به» ونحوه في الدلالة على الوجه، عن عروة بن الزبير، وسعيد بن جبير، والربيع والزهري، والحسن، والشعبي، والسدي، وابن جريج، وسعيد بن المسيب (٤).

ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، والقرطبي، وأبو حيان. (٥)


(١) معاني القرآن للفراء ١/ ٣٣٦. جامع البيان ٧/ ٢٥١. معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٢٥١. معاني القرآن للنحاس ٢/ ٤٢٢. الكشاف ١/ ٢٦. المحرر الوجيز ٢/ ٢٩٤. الجامع لأحكام القرآن ٦/ ٢٧٧. البحر المحيط ٤/ ٥٢٠.
(٢) البحر المحيط ٢/ ١٦٧.
(٣) معاني القرآن للفراء ١/ ١٤٦.
(٤) جامع البيان ٦/ ٦١٣.
(٥) معاني القرآن للفراء ١/ ١٤٦. جامع البيان ٦/ ٦١٣. معاني القرآن وإعرابه ١/ ٣٠٢. معاني القرآن للنحاس ١/ ٢٠١. معالم التنزيل ص ١٤٣. الكشاف ١/ ٣٠٣. الجامع لأحكام القرآن ٣/ ٢٢٩. البحر المحيط ٢/ ٤٧٢.

<<  <   >  >>