للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتاسع: وقت نزول العذاب. ومنه قوله تعالى في الجن: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [الجن: ٢٦].

والعاشر: القعر. ومنه قوله تعالى في يوسف: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ} [يوسف: ١٠]، أي: في قعره» (١).

[دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي]

الوجه الأول: اللَّه عز وجل.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [البقرة: ٣].

وقال به من السلف: عطاء بن أبي رباح (٢).

ومن المفسرين: البغوي، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير (٣).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير بالمثال لأن الآية عامة في كل غيب ومن الإيمانِ بالغيب الإيمانُ بالله تعالى؛ قال ابن عثيمين: «أي يقرون بما غاب عنهم مما أخبر الله به عن نفسه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وغير ذلك مما أخبر الله به من أمور الغيب؛ وعلى هذا فـ (الغيب) مصدر بمعنى اسم الفاعل: أي بمعنى: غائب» (٤).

الوجه الثاني: الوحي.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [التكوير: ٢٤].

وقال به من السلف: قتادة، وسفيان الثوري، وابن زيد، وزر بن حبيش (٥).


(١) نزهة الأعين النواظر ص ٤٥٦.
(٢) ذكره عنه ابن كثير في تفسير القرآن العظيم ١/ ١٥٦.وللسلف في الآية أقوال أخر متعددة وكلها من لوازم الإيمان بالله تعالى؛ وهي في جامع البيان ١/ ١٣٢.وأورده وجمع بينها ابن عطية في المحرر الوجيز ١/ ٨٤.
(٣) معالم التنزيل ص ١٥. المحرر الوجيز ١/ ٨٤. الجامع لحكام القرآن ١/ ١٥٥. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/ ١٥٦.
(٤) تفسير القرآن الكريم ١/ ٣٠.
(٥) جامع البيان ٣٠/ ١٠٣. وزر بن حبيش: ابن خباشة الأسدي أبو مريم الكوفي مخضرم روى عن عمر وعثمان وعلي والعباس وروى عنه إبراهيم النخعي مات سنة ٨٢ هـ (تهذيب التهذيب ٣/ ٢٧٧. خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١٣٠).

<<  <   >  >>