للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال: اللهم افتح وجعل يدعو فنزلت آية اللعان {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: ٦].هذه الآيات فابتلى به ذلك الرجل من بين الناس فجاء هو وامرأته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلاعنا فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين؛ فذهبت لتلعن فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مه»، فأبت فلعنت فلما أدبرا، قال لعلها أن تجيء به أسوداً جعدا فجاءت به أسوداً جعداً» (١).

وقال به من السلف: عبد الله بن مسعود، وعبد الله ابن عباس، وابن عمر، وسهل بن سعد، وعامر الشعبي، وعكرمة. (٢)

ومن المفسرين: الفرَّاء، ابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيَّان، وابن كثير (٣).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيتين، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة، قال الراغب الأصفهاني: «الرمي: يقال في الأعيان كالسَّهم والحَجَر، نحو: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: ١٧]، ويقال في المقال كناية عن الشتم كالقذف، نحو: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: ٦]، {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: ٤] (٤)

[نتيجة الدراسة]

تحصل من تلك الدراسة صحة الوجوه الثلاثة وهي:

الوجه الأول: الإلقاء والنبذ. ودل عليه قوله تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} [المرسلات: ٣٢]. وقوله تعالى: {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} [الفيل: ٤].


(١) صحيح مسلم ٢/ ١١٣٣ برقم ١٤٦٥.
(٢) جامع البيان ١٨/ ١٠٤. وسهل: ابن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري أبو العباس المدني له مائة حديث وثمانية وثمانون حديثا، مات سنة ٩١ عن مائة سنة (الاستيعاب ٢/ ٦٦٤. الإصابة ٣/ ٢٠٠).
(٣) معاني القرآن للفراء ٢٨/ ٢٤٦. جامع البيان ١٨/ ١٠٤. معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٤٠٦. معاني القرآن للنحاس ٤/ ٥٠٤. معالم التنزيل ص ٨٩٢. الكشاف ٣/ ٢١٩. المحرر الوجيز ٤/ ١٦٥. الجامع لأحكام القرآن ١٢/ ١٢٣. البحر المحيط
٨/ ١٣ تفسير القرآن العظيم ٤/ ٥٠٩.
(٤) مفردات ألفاظ القرآن ص ٣٦٦.

<<  <   >  >>