للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثاني: الغضب، ومنه قوله تعالى في الزخرف: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}

[الزخرف: ٥٥] أي: أغضبونا. (١)

[دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي]

الوجه الأول: الحزن.

ومثل له ابن الجوزي بآيتين:

الآية الأولى: قوله تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا} الأعراف: ١٥٠].

وقال به من السلف: ابن عباس، والحسن، والسُّدي (٢)، وقتادة (٣)، ومالك بن دينار (٤).

ومن المفسرين: النَّحاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبوحيان (٥)، والنسفي (٦).


(١) نزهة الأعين النواظر ٩١.
(٢) جامع البيان ٩/ ٨١.
(٣) الدر المنثور ٣/ ٥١٠.
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٥/ ١٥٦٩.
وابن عباس: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي أبو العباس المكي ثم المدني ثم الطائفي ابن عم النبي وصاحبه وحبر الأمة وترجمان القرآن روى ألفا وستمائة وستين حديثا اتفقا على خمسة وسبعين ومات عبد الله بن عباس بالطائف سنة ٦٨ هـ في أيام ابن الزبير (الاستيعاب ٣/ ٩٣٣. الإصابة ٤/ ١٥٢)
الحسن: هو الحسن بن أبى الحسن، يسار البصري، أبو سعيد، الفقيه المفسر، روى عن انس بن مالك وابن عمر وأبى برزة، توفى سنة ١١٠. (سير أعلام النبلاء ٤/ ٥٦٣. تهذيب التهذيب ٢/ ٢٦٣)
قتادة: بن دعامة بن قتادة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن سدوس، أبو الخطاب السدوسي البصري ولد أكمه سنة ٦١، ومات سنة ١١٧ أو ١٨ (تهذيب التهذيب ٨/ ٣١٨. تقريب التهذيب ٤٥٣).
ومالك بن دينار: البصري الزاهد أبو يحيى صدوق عابد معدود في ثقات التابعين ولد في أيام ابن عباس، وسمع من أنس بن مالك فمن بعده، وحدث عنه وعن الأحنف بن قيس وسعيد بن جبير والحسن البصري ومحمد بن سيرين، حدث عنه سعيد بن أبي عروبة وعبد الله بن شوذب، مات سنة ١٣٠ هـ (سير أعلام النبلاء ٥/ ٣٦٢. تقريب التهذيب ٥١٧).
(٥) معاني القرآن ٣/ ٨٢. معالم التنزيل ص ٤٩٢. الكشاف ٢/ ١٥٢. المحرر الوجيز ٢/ ٤٥٦ .. الجامع لأحكام القرآن ٧/ ١٨٢. البحر المحيط ٥/ ١٨٠
(٦) تفسير النسفي ٢/ ٣٨ وفي الآية قولان آخران هما أولاً: الجزع وهو مروي عن مجاهد عند ابن أبي حاتم ٥/ ١٥٦٩. والثاني: أن الأسف هنا منزلة وراء الغضب أشد منها وهو مروي عن ابي الدردء عند ابن جرير ٩/ ٨١ وذهب إليه من المفسرين: ابن جرير والزجاج ٢/ ٣٧٨، والقرطبي ٧/ ٢٨٦، وابن كثير ٣/ ٢٠٨، والشوكاني ٢/ ٢٤٨، والشنقيطي =
= في الأضواء ٤/ ٤٦٦، ولا منافاة بين الحزن والغضب هنا فالمعنيان مترتبان في الآية كما أشار إليه ابن عطية في محرره
٢/ ٤٥٦ والثعالبي ٢/ ٥٤.
والنسفي: هو عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي، حافظ الدين أبو البركات، كان إماما في جميع العلوم ومصنفاته في الفقه والأصول أكثر من أن تحصى وصنف في التفسير توفي سنة ٧١٠ هـ (طبقات المفسرين للأدنه وي ٢٦٣).

<<  <   >  >>