للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الثاني: الإنصاف.

[ومثل له ابن الجوزي بآيتين]

الآية الأولى: قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء: ٣].

ولم أقف على العدل هنا بمعنى الإنصاف وإنما تفسير السلف والمفسرين يدل على أن العدل على حقيقته من إرادة المساواة.

ومعنى كلام السلف يدل عليه كقول الضحاك: «في المجامعة والحب» (١).

وتبع المفسرون السلف في هذا ومنهم: الفرَّاء، وابن جرير، والنَّحَّاس، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٢).

الآية الثانية: قوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [النساء: ١٢٩].

ولم أقف على العدل هنا بمعنى الإنصاف وإنما تفسير السلف والمفسرين يدل على أن العدل على حقيقته من إرادة المساواة.

ومعنى كلام السلف يدل عليه على نحو ما تقدم وممن قال به: عمر بن الخطاب، وابن عباس، والضحاك، وسفيان، وابن زيد (٣)، والحسن (٤).

وتبع المفسرون السلف في هذا من غير تصريح بالوجه، ومنهم: ابن جرير، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٥).

ويتبين مما تقدم أن هذا الوجه فيه نظر في معنى الآيتين، وأن الصحيح أن يكون العدل على بابه ولايُصار إلى غيره دون حاجة فيكون الوجه: المساواة، ويكون مأخذه أحد أصلي اللفظ في اللغة؛


(١) جامع البيان ٤/ ٢٩٩.
(٢) معاني القرآن للفراء ١/ ٢٥٥. جامع البيان ٤/ ٢٩٩. معاني القرآن للنحاس ٢/ ١٥. المحرر الوجيز ٢/ ٧. الجامع لأحكام القرآن ٥/ ١٥. البحر المحيط ٣/ ٥٠٧. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/ ١٩٠.
(٣) جامع البيان ٥/ ٤٠٢.
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٣/ ١٠٨٣.
(٥) جامع البيان ٥/ ٤٠٢. معاني القرآن للنحاس ٢/ ٢٠٩. معالم التنزيل ص ٤٤٣. الكشاف ١/ ٦٠٥. المحرر الوجيز
٢/ ١٢٠. الجامع لأحكام القرآن ٥/ ٣٦١. البحر المحيط ٤/ ٨٨. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/ ٣٩٢.

<<  <   >  >>