للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيتين، ومأخذه تفسير الشيء بلازمه، لأن من لوازم الخشوع التي لا تنفك عنه الذل.

الوجه الثاني: سكون الجوارح.

[ومثل له ابن الجوزي بآيتين]

الآية الأولى: قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ٢].

وقال به من السلف: علي بن أبي طالب، ومجاهد، والحسن، وإبراهيم النخعي، والزهري (١).

ومن المفسرين: الزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيَّان، وابن كثير (٢).

وللسلف في الآية قول آخر، وهو أن الخشوع هنا بمعنى الخوف، وقال به منهم: ابن عباس والحسن، وقتادة (٣).

وليس بين قولي السف تعارض بل كل منهما تفسير للخشوع بلازم من لوازمه.

الآية الثانية: قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً} [فصلت: ٣٩].

ومن الواضح هنا أن ظاهر الآية يرد الوجه الذي وردت فيه فلا يكون هذا مثالا صحيحا لسكون الجوارح.

وأما تفسير الخشوع المنسوب للأرض في هذه الآية، فهو، أنها غبراء مُتشَهِبَة لا نبات فيها، وهو قول قتادة، والسُّدي (٤).

وقال به من المفسرين: الزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيَّان، وابن كثير (٥).


(١) جامع البيان ١٨/ ٦.
(٢) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٦. معاني القرآن للنحاس ٤/ ٤٤١. معالم التنزيل ص ٨٧٧. الكشاف ٣/ ١٧٨. المحرر الوجيز ٤/ ١٣٦. الجامع لأحكام القرآن ١٢/ ٧٠. البحر المحيط ٧/ ٥٤٦. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/ ٤٦٥.
(٣) جامع البيان ١٨/ ٦.
(٤) جامع البيان ٢٤/ ١٤٩.
(٥) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٣٨٧. معاني القرآن للنحاس ٦/ ٢٧٢. معالم التنزيل ص ١١٥٢. الكشاف ٤/ ٢٠٦. المحرر الوجيز ٥/ ١١٨. الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ٢٣٨. البحر المحيط ٩/ ٣٠٨. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٥/ ٤٨٣.

<<  <   >  >>