للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الوجه الذي هو: التوحيد. ففي قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} [طه: ٢٤]، وقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} [الزخرف: ٣٦].

تقدم أنني لم أقف على من قال أن الذكر هنا التوحيد سوى الواحدي في الوجيز، وأن الذي يذكره المفسرون أن الذكر هنا القرآن والحلال والحرام وعموم ذكر الله. وبهذا يتبين عود هذين المثالين للوجه السابع وهو: القرآن.

[المطلب الرابع: دراسة وجوه كلمة الخير]

[باب الخير]

قال ابن الجوزي:

«الخير (١): اسم لكل ممدوح ومرغوب فيه. والخير: الكرم. والاستخارة أن تسأل اللَّه تعالى خير الأمرين (٢)، وذكر أهل التفسير أن الخير في القرآن على اثنين وعشرين وجهاً:

أحدها: الإيمان. ومنه قوله تعالى في الأنفال: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ} [الأنفال: ٢٣]، وفيها: {إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا} [الأنفال: ٧٠]، وفي هود: {يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا} [هود: ٣١].

والثاني: الإسلام. ومنه قوله تعالى في نون: {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ} [القلم: ١٢]، قيل: إنها نزلت في الوليد بن المغيرة منع ابني أخيه من الدخول في الإسلام.

والثالث: المال. ومنه قوله تعالى في البقرة: {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا} [البقرة: ١٨٠]، وفيها: {قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ} [البقرة: ٢١٥]، (قالوا الدين).

والرابع: العافية. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ} [الأنعام: ١٧]، وفي يونس: {وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ} [يونس: ١٠٧].

والخامس: الأجر. ومنه قوله تعالى في الحج: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} [الحج: ٣٦].


(١) وأكثر آيات الخير في القرآن بمعنى المال؛ قال ابن عطية: «والخير المال على عرف ذلك في كتاب الله تعالى قال عكرمة الخير حيث وقع في القرآن فهو المال» (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ٥/ ٥١٥).
(٢) وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ص ٢٧٥.وتهذيب اللغة (خير). مقاييس اللغة ص ٣١٨.

<<  <   >  >>