للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال به من السلف: ابن عباس (١).

ومن المفسرين: ابن جرير، والنَّحَّاس، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيَّان، وابن كثير (٢).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه تفسير الشيء بلازمه؛ فمن لوازم الهوان الضعف، ويجوز أن يكون المأخذ تفسير الشيء بسببه لأن من أسباب الهوان الضعف

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة صحة وجوه ثلاثة هي]

الوجه الأول: السهل. ودل عليه قوله تعالى: {هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} [مريم: ٩]. وقوله تعالى: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: ٢٧]. ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة، كما أشار إليه الراغب الأصفهاني.

الوجه الثاني: الذل. ودل عليه قوله تعالى: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: ١٨]، ومأخذه أصل اللفظ في اللغة؛ كما قاله ابن فارس.

الوجه الثالث: الضعف. ودل عليه قوله تعالى: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} [المرسلات: ٢٠]، ومأخذه تفسير الشيء بلازمه؛ فمن لوازم الهوان الضعف، ويجوز أن يكون المأخذ تفسير الشيء بسببه لأن من أسباب الهوان الضعف.

وأما الوجه الذي هو: الصغر.

فقد تقدم أنه من لوازم الهوان وأن أكثر المفسرين فسروا قوله تعالى: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: ١٥]، بأن الهوان هنا السهل، وقد تم عرض كلام الراغب الأصفهاني وكيف أنه ضم هذه الآية إلى آيتي مريم والروم، وجعلها كلها بمعنى السهولة؛ فصار هذا الوجه داخلا في الوجه الثاني.


(١) جامع البيان ٢٩/ ٢٨٦.
(٢) جامع البيان ٢١/ ٤٥. إعراب القرآن للنحاس ٥/ ٧٤. المحرر الوجيز ٥/ ٤١٨. البحر المحيط ١٠/ ٣٧٦. الجامع لأحكام القرآن ١٩/ ١٠٤. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٦/ ٣٧٠.

<<  <   >  >>