للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الوجه بأمثلته ليس بينه وبين الوجه الأول (انتصاب القامة) فرق، ويكون معنى القيام في هذه الأمثلة الثلاثة الانتصاب والقيام المعروف ويعود مأخذه لذات الوجه الأول وهو أصل اللفظ في اللغة؛ غير أن المثال الثالث هنا يزيد مأخذا جديدا وهو تفسير النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الوجه السادس: النهوض بالدعوة.

[ومثل له ابن الجوزي بآيتين]

الآية الأولى: قوله تعالى: {قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: ٢].

ويشهد له حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ثم فتر عني الوحي فترة؛ فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قِبَل السماء؛ فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض؛ فجَئثت (١) منه حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت: زملوني زملوني؛ فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر: ١] إلى:

{فَاهْجُرْ} [المدثر: ٥]» (٢).

وقال به من السلف: قتادة (٣).

ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٤).

الآية الثانية: قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} [الجن: ١٩].

وقال به من السلف: ابن عباس، والضحاك (٥)، وابن جريج (٦).


(١) المجثوث والمجؤوث جميعا: المرعوب الفزع. (غريب الحديث لابن سلام ٢/ ١٩٩).
(٢) أخرجه البخاري (كتاب بدء الخلق، باب: إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه، ٣/ ١١٧٨، برقم ٣٠٦٦).
(٣) جامع البيان ٢٩/ ١٧٥.
(٤) معاني القرآن للفراء ٣/ ٢٠٠. جامع البيان ٢٩/ ١٧٥. معالم التنزيل ١٣٦٠. الكشاف ٤/ ٦٤٧. المحرر الوجيز ٥/ ٣٩٢. الجامع لأحكام القرآن ١٩/ ٤١. البحر المحيط ١٠/ ٣٢٥. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٦/ ٣٣٨
(٥) جامع البيان ٢٩/ ١٤٢.
(٦) ذكره عنه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٩/ ١٦.

<<  <   >  >>