للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وللسلف في الآية أقوال أخر]

- بيوت مكة: وقال به محمد الحنفية.

- البيوت الخربة: وقال به عطاء، وزيد بن أسلم (١).

- بيوت التجار: وقال به عائشة (٢)، وابن زيد (٣).

وليس بين أقوال السلف تعارض بل الجميع من قبيل التفسير بالمثال ولذا رجحها بمجموعها ابن جرير.

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية ومأخذه التفسير بالمثال.

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة صحة الوجوه التسعة وهي]

الوجه الأول: المنزل المبني. ودل عليه قوله تعالى: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [النور: ٢٧]، وقوله تعالى: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} [التحريم: ١١]، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ كما قال الخليل.

الوجه الثاني: المسجد. ودل عليه قوله تعالى قوله تعالى: {أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} [يونس: ٨٧]، ومأخذه التفسير بالمقارب لأن المسجد والبيوت كلها مبنية فهذا مبني للعبادة وهذا مبني للسكن والمأوى.

الوجه الثالث: السفينة. ودل عليه قوله تعالى قوله تعالى: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [نوح: ٢٨]، ومأخذه التفسير بالمقارب لأن السفينة في معنى الآية قاربت البيت من حيث أنها مأوى نوح - عليه السلام - ومن معه بل إنها هي المأمن الوحيد أثناء الطوفان.


(١) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٨/ ٢٥٦٩.
(٢) المرجع السابق نفسه.
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٨/ ٢٥٦٩.

<<  <   >  >>