للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليس بين قولي السلف تعارض بل هو اختلاف تنوع وكل منهم فسر الآية بمثال للصاحب؛ ولذا رجح ابن جرير كلا القولين وجعل الآية عامة في كل صاحب بالجنب.

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير بالمثال.

الوجه التاسع: الخازن.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً} [المدثر: ٣١].

وقال به من المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (١).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير بالمثال.

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة صحة وجوه ثمانية وهي]

الوجه الأول: النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -. ودل عليه قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: ١ - ٢]. وقوله تعالى: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} [التكوير: ٢٢]، ومأخذه التفسير بالمثال.

الوجه الثاني: أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -. ودل عليه قوله تعالى: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ} [براءة: ٤٠]. وشهد له حديث أبي بكر - رضي الله عنه -، ومأخذه التفسير بالمثال.

الوجه الثالث: الأخ. ودل عليه قوله تعالى: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} [الكهف: ٣٧]، ومأخذه التفسير بالمثال، ويجوز أن يكون مأخذه سبب النزول في بداية القصة.

الوجه الرابع: الزوج. ودل عليه قوله تعالى: {وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} [عبس: ٣٦]، ومأخذه التفسير بالمثال. ويجوز أن يكون مأخذه تفسير الشيء بسببه لأن سبب الصحبة هنا التزويج.


(١) معاني القرآن للفراء ٣/ ٢٠٤. جامع البيان ٢٩/ ١٩٢. معالم التنزيل ١٣٦٣. الكشاف ٤/ ٦٥٣. المحرر الوجيز ٥/ ٣٩٦. الجامع لأحكام القرآن ١٠/ ٥٢. البحر المحيط ١٠/ ٣٣٣. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٦/ ٣٤٤.

<<  <   >  >>