للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وأما الوجوه التي هي]

- الاختيار - الصياغة - السلوك - النسج - العبادة.

ففي قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: ١٢٥]. وقوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ} [المؤمنين: ٩١]. فلم أقف على من فسر الاتخاذ هنا بالاختيار؛ وإنما وقفت على أصلها من معنى الجعل فهي في المثال الأول بعنى التصيير فنصبت مفعولين وفي الثاني بمعنى الجعل والعمل فنصبت مفعولا.

وفي قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ} [الأعراف: ١٤٨]. فلم أقف عليه بمعنى الصياغة ودل قول الشنقيطي على كونها على بابها من التصيير.

وفي قوله تعالى: {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} [الكهف: ٦١]. فلم أقف على من فسر الاتخاذ بالسلوك هنا؛ وإنما يذكر المفسرون السلوك تفسيرا للسرب (١)، والذي يدل عليه كلامهم أنها بمعنى جعل وصير؛ كما قاله النَّحَّاس، وأبو السعود، والألوسي، والشوكاني

وفي قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [براءة: ٣١]. فلم أقف على من فسر الاتخاذ بالتسمية هنا؛ والذي يدل عليه كلامهم أنها على أصلها من الجعل؛ كما قال القرطبي.

وفي قوله تعالى: {كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا} [العنكبوت: ٤١]. فلم أقف على من فسر الاتخاذ بالنسج هنا؛ وهو بمعنى جعل التي هي العمل؛ أي عملت بيتا ويدل عليه قول العكبري.

وفي قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ} [الأعراف: ١٥٢]. وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} [الزمر: ٣]، فلم أقف على من فسر الآيتين بالعبادة؛ ووقفت على من فسرهما بالجعل؛ كما قال ابن سيدة: والراغب الأصفهاني.

ويتبين مما تقدم بقاء لفظ الاتخاذ على معنى الجعل والتصيير في جميع الأمثلة، ويكون وجها واحد: التصيير.


(١) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص ٢٢٩. تفسير السمرقندي ٢/ ٣٥٤.النكت والعيون ٣/ ٣٢٣. معاني القرآن للفراء ٢/ ١٥٤. جامع البيان ١٥/ ٣٣٢. معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٢٩٩. معاني القرآن للنحاس ٤/ ٢٦٥. معالم التنزيل ٧٨٤. الكشاف ٢/ ٦٨٤. زاد المسير ص ٨٥٩. الجامع لأحكام القرآن ١١/ ١٢.

<<  <   >  >>