للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الخامس عشر: القضاء.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ} [الأعراف: ١٥٥].

قال ابن عباس، وأبو العالية، وسعيد بن جبير، والربيع بن أنس، وابن زيد: اختبارك وابتلاؤك (١).

وتبع المفسرون السلف في هذا ومنهم: ابن جرير، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان (٢).

وأما ابن كثير فلم يند عن بقية المفسرين غير أنه أضاف ما يؤيد الوجه فقال: «{إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ} [الأعراف: ١٥٥]، أي ابتلاؤك واختبارك وامتحانك؛ قاله ابن عباس، وسعيد بن جبير، وأبو العالية، والربيع بن أنس، وغير واحد من علماء السلف والخلف، ولا معنى له غير ذلك، يقول: إنِ الأمر إلا أمرك، وإن الحكم إلا لك، فما شئت كان، تضل من تشاء، وتهدي من تشاء، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، فالملك كله لك، والحكم كله لك، لك الخلق والأمر» (٣).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير باللازم لأن القضاء من لوازم الفتنة.

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة صحة الوجوه الخمسة عشر وهي]

الوجه الأول: الشرك. ودل عليه قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة: ١٩٣]. وقوله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: ١٩١]. وقوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: ٣٩]، ومأخذه تفسير الشيء بنتيجته.


(١) جامع البيان ٩/ ٩٧.
(٢) جامع البيان ٩/ ٩٧. معاني القرآن للنحاس ٣/ ٨٨. معالم التنزيل ٤٩٣. الكشاف ٢/ ١٥٥. المحرر الوجيز ٢/ ٤٦٠. الجامع لأحكام القرآن ٧/ ١٨٨. البحر المحيط ٥/ ١٨٩.
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/ ٢١٢.

<<  <   >  >>