للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبو حيان، وابن كثير (١).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه تفسير القرآن بالسنة.

الوجه السادس: شغل القلب.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ} [الأحزاب: ٥٣].

ولم أقف على من خص الأذى بانشغال القلب، والأولى بقاؤه على عموم الأذى فيعود هذا المثال إلى الوجه العاشر.

ويشهد لمعنى الأذى حديث أنس بن مالك قال: «تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بأهله .. جلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وزوجته مولية وجهها إلى الحائط، فثقلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلم على نسائه، ثم رجع فلما رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد رجع ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه قال: فابتدروا الباب، فخرجوا كلهم وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أرخي الستر، ودخل وأنا جالس في الحجرة، فلم يلبث إلا يسيرا حتى خرج علي، وأنزلت هذه الآية فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأهن على الناس: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ} [الأحزاب: ٥٣] إلى آخر الآية.» (٢).

الوجه السابع: الشتم.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى} [آل عمران: ١١١].


(١) جامع البيان ٢٢/ ٦٤. معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٢٣٧. معاني القرآن للنحاس ٥/ ٣٨٠. معالم التنزيل ١٠٥٤. الكشاف ٣/ ٥٧٢. المحرر الوجيز ٤/ ٤٠١. الجامع لأحكام القرآن ١٤/ ١٦١. البحر المحيط ٨/ ٥٠٨. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٥/ ٢٣٣.
(٢) أخرجه مسلم ٢/ ١٠٥١ برقم ١٤٢٨.

<<  <   >  >>