يكاد يضيء من غير أن تمسه نار، فهذا المجموع المركب هو مثل نور الله تعالى الذي وضعه في قلب عبده المؤمن وخصه به» (١).
وبهذا يتبين أن هذا الوجه؛ على خلاف ظاهر الآية، والأولى بقاؤه على ظاهرها وهي شجرة الزيتون المراد بها في المثل الوحي.
وبعض الوجوه في هذا الباب مما ليس عليه دليل صحيح، وليس في معرفته كبير فائدة داخل في مبهمات القرآن والتي تقدم الكلام عليها في باب القرية.
[نتيجة الدراسة]
[تحصل من تلك الدراسة صحة وجوه عشرة وهي]
الوجه الأول: الشجر الذي له ساق. ودل عليه قوله تعالى:{وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}[الرحمن: ٦]، ومأخذه التفسير بالمثال. ويجوز أن يكون مأخذه السياق القرآني.
الوجه الثالث: الزيتون. ودل عليه قوله تعالى:{وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ}[المؤمنين: ٢٠]، ومأخذه التفسير بالمثال. ويجوز أن يكون مأخذه السياق القرآني.
والرابع: الزقوم. ودل عليه قوله تعالى:{وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ}[الإسراء: ٦٠]، وقوله تعالى:{إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ}[الصافات: ٦٤]، ومأخذه التفسير بالمثال. ويجوز أن يكون مأخذه السياق القرآني.
الوجه الخامس: النخلة. ودل عليه قوله تعالى:{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ}[إبراهيم: ٢٤]. وشهد له حديث بن عمر رضي الله عنهما، ومأخذه تفسير النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الوجه السادس: شجرة الحنظل. ودل عليه قوله تعالى:{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ}[إبراهيم: ٢٦]، ومأخذه التفسير بالمثال.
(١) الصواعق المرسلة ص ١٢. وتنظر أقوال السلف في جامع البيان ١٨/ ١٧٩.المحرر الوجيز ٤/ ١٨٤. والجامع لأحكام القرآن ١٢/ ١٧٤. الدر المنثور ٦/ ١٨٢.