للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن المفسرين: ابن جرير والزَّجَّاج، والنَّحاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير، وأبو حيان (١).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه، ومأخذه السياق القرآني.

الوجه الثاني: يوم القيامة.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ} [القمر: ٢٦].

وقال به من المفسرين: ابن جرير، والبغوي، والزَّمخشري، وأبو حيان، والقرطبي (٢).

وفي الآية قول آخر: وهو أن المراد بالغد: اليوم الذي يلي يوم خطابهم هذا، وذكره من المفسرين: البغوي، والزَّمخشري، والقرطبي، وأبو حيان (٣).

وأما هذا القول الآخر فهو الوجه الأول نفسه؛ والمفسرون ذكروا الوجهين معاً.

والآية محتملة فيحملان عليها ويكون المراد تهديدهم بعذاب الدنيا، وعذاب الآخرة.

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه مأخذ الوجه الأول؛ وهو السياق القرآني؛ وقد يجوز أن يراد بالغد هنا مطلق الزمان القادم؛ وكل ما هو آت قريب، على حد التعبير القرآني عن قرب وقوع المغيبات وإن رآها العبد بعيدة؛ كقوله تعالى:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: ١٨].

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة صحة الوجهين وهما]

الأول: اليوم الذي يلي يومك، الذي أنت فيه. ودل عليه قوله تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: ٣٤].


(١) جامع البيان ٢١/ ١٠٨. معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٢٠٢. معاني القرآن للنحاس ٥/ ٢٩٣. معالم التنزيل ص ١٠١٦. الكشاف ٣/ ٥١٢. المحرر الوجيز ٤/ ٣٥٦. الجامع لأحكام القرآن ١٤/ ٥٥. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٥/ ١٢٤.
(٢) جامع البيان ٢٧/ ١٢٥. معالم التنزيل ص ١٢٥٤. الكشاف ٤/ ٤٣٧. الجامع لأحكام القرآن ١٧/ ٩١. البحر المحيط ١٠/ ٤٤.
(٣) معالم التنزيل ص ١٢٥٤. الكشاف ٤/ ٤٣٧. الجامع لأحكام القرآن ١٧/ ٩١. البحر المحيط ١٠/ ٤٤.

<<  <   >  >>