للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الثاني: عقد الميثاق على النصر.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} [الفتح: ١٠].

ويشهد لهذا المعنى ما أخرجه البخاري عن سلمة رضي الله عنه قال: «ثم بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم عدلت إلى ظل الشجرة، فلما خف الناس قال: يا بن الأكوع ألا تبايع؟. قال: قلت: قد بايعت يا رسول الله، قال: وأيضاً؛ فبايعته الثانية، فقلت له يا أبا مسلم على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ قال على الموت» (١).

وقال به من السلف: ابن عمر، وجابر (٢)، سلمة بن الأكوع، ومعقل بن يسار (٣)، وقتادة (٤)، فبعضهم قال: على الموت، وبعضهم قال: على أن لا نفر.

ومن المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحاس، والبغوي، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيَّان، وابن كثير (٥).


(١) صحيح البخاري (كتب الجهاد والسير / باب البيعة في الحرب أن لايفروا، وقال بعضهم: على الموت ٣/ ١٠٨١، برقم ٢٨٠٠)
وسلمة بن الأكوع: سلمة بن عمرو بن الأكوع واسمه سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان السلمي أبو مسلم المدني بايع تحت الشجرة أول الناس وأوسطهم وآخرهم على الموت وكان شجاعا راميا يسابق الفرسان على قدميه له سبعة وسبعون حديثا، مات سنة ٧٤ هـ عن ثمانين سنة (الاستيعاب ٢/ ٦٣٩. الإصابة ٣/ ١٥١).
(٢) ذكره عنهما ابن عطية في المحرر الوجيز ٥/ ١٢٩. وابن عمر: عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، أبو عبد الرحمن المكي هاجر مع أبيه وشهد الخندق وبيعة الرضوان له ألف وستمائة حديث كان إماما متينا واسع العلم كثير الأتباع، وافر النسك، كبير القدر، مات سنة ٧٤ هـ (الاستيعاب ٤/ ١٨١. الإصابة ٣/ ٩٥٠).
وجابر: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السَلَمي أبو عبد الرحمن أو أبو عبد الله أو أبو محمد المدني صحابي مشهور له ألف وخمسمائة، مات سنة ٧٨ هـ بالمدينة عن أربع وسبعين سنة (الاستيعاب ١/ ٢١٩. الإصابة ١/ ٤٣٤).
(٣) ذكره عنهما البغوي في معالم التنزيل ص ١٢٠٣. ومعقل بن يسار: معقل بن يسار المزني أبو علي بايع تحت الشجرة له أربعة وثلاثون حديثا صحابي معروف، مات في خلافة معاوية، وقيل في خلافة عثمان (الاستعاب ٣/ ١٤٢٢. الإصابة ٦/ ١٨٤).
(٤) جامع البيان ١٦/ ٩٤.
(٥) جامع البيان ١٦/ ٩٤. معاني القرآن وإعرابه ٥/ ٢٢. معاني القرآن وإعرابه للنحاس ٦/ ٥٠١. معالم التنزيل ص ١٢٠٣. المحرر الوجيز ٥/ ١٢٩. الجامع لأحكام القرآن ١٦/ ١٧٧. البحر المحيط ٩/ ٤٨٦. تفسير القرآن العظيم ٥/ ٦١٧.

<<  <   >  >>