للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإتيان بأداة على ما يدل على علوه وثبوته واستقامته، وهذا بخلاف الضلال والريب فإنه يؤتى فيه بأداة في الدالة على انغماس صاحبه، وانقماعه، وتدسسه فيه كقوله تعالى: {فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة: ٤٥] فإن طريق الحق تأخذ علوا صاعدة بصاحبها إلى العلي الكبير وطريق الضلال تأخذ سفلا هاوية بسالكها في أسفل سافلين» (١).

ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه الاستعمال العربي (٢).

الوجه الرابع: بمعنى من.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} [المطففين: ٢].

وقال به من المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٣).

ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه الاستعمال العربي، قال ابن قتيبة: «{الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} [المطففين: ٢]، أي من الناس» (٤).

الوجه الخامس: بمعنى في.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} [البقرة: ١٠٢].

وقال به من السلف: ابن جريج، وابن إسحاق (٥).

ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والبغوي، وابن عطية، والقرطبي (٦).


(١) مدارج السالكين ١/ ١٦ بتصرف.
(٢) مغني اللبيب ١/ ١٤٣.
(٣) معاني القرآن للفراء ٣/ ٢٤٦. جامع البيان ٣٠/ ١١٥. معاني القرآن وإعرابه ٥/ ٢٩٧. معالم التنزيل ص ١٣٨٩. الكشاف ٤/ ٧٠٢. المحرر الوجيز ٥/ ٤٥٠. الجامع لأحكام القرآن ١٩/ ١٦٥. البحر المحيط ١٠/ ٤٢٦. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١٩/ ١٩٥.
(٤) تأويل مشكل القرآن ص ٣٠١.
(٥) جامع البيان ١/ ٥٨٧.
(٦) معاني القرآن للفراء ١/ ٦٣. جامع البيان ١/ ٥٨٧. معالم التنزيل ص ٥٢. المحرر الوجيز ١/ ١٥٨. الجامع لأحكام القرآن ٢/ ٣٠.

<<  <   >  >>