للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتبع ابن جرير في رد القول بالوجه وترجيح القول الثاني ابن عطية إذ حكم بشذوذه واستبعده القرطبي، ورده أبو حيَّان، وقال ابن كثير عن القول الراجح: «وهو أشهر» (١).

وعند التأمل في المثالين يلحظ اتجاه السياق القرآني إلى فضل المال في آية البقرة إذ سأل الصحابةُ عن ماذا ينفقون، وأما آية الأعراف فقد تقدم آنفا استدلال ابن جرير بالسياق على أن العفو أخذ الفضل من أخلاق الناس.

[ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه بهذه الصيغة]

[الوجه الثالث: الفاضل من الشيء.]

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: ٢١٩]. وقوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ} [الأعراف: ١٩٩]. ويحدد ذلك الشيء سياق الآية التي هو فيها، ففي الأول فاضل النفقة، وفي الثاني فاضل الأخلاق، ومأخذهما السياق القرآني.

[الوجه الرابع: الكثرة.]

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا} [الأعراف: ٩٥].

وقال به من السلف: ابن عباس، ومجاهد، والسُّدي، وإبراهيم النخعي، والضحاك، وابن زيد (٢).

ومن المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيَّان، وابن كثير (٣).

[وللسلف في الآية أقوال أخر]

- أن العفو هنا بمعنى السرور، وقال به قتادة.

- أن العفو هنا بمعنى الأشر والبطر، وقال به عكرمة (٤).


(١) المحرر الوجيز ٢/ ٤٩٠. الجامع لأحكام القرآن ٧/ ٢١٨. البحر المحيط ٥/ ٢٥٤. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/ ٢٥٥.
(٢) جامع البيان ٩/ ١١.
(٣) المرجع السابق نفسه. معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٣٥٩. معاني القرآن للنحاس ٣/ ٥٦. معالم التنزيل ص ٤٧٩. الكشاف ٢/ ١٢٥. المحرر الوجيز ٢/ ٤٣١. الجامع لأحكام القرآن ٧/ ١٦١. البحر المحيط ٥/ ١١٨. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/ ١٨٥.
(٤) جامع البيان ٩/ ١١.

<<  <   >  >>