للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه السابع: الاستئصال. ودل عليه قوله تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا} [الأنعام: ٤٥]، وقوله تعالى: {أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ} [الحجر: ٦٦]، ومأخذه السياق القرآني لأن القطع على بابه من إرادة الفصل والتفريق ثم زاد عليه وصف من السياق وهو الدابر فإذا كان الدابر وهو الأخير مقطوع فغيره من باب أولى وهو معنى الاستئصال المراد.

الوجه الثامن: التقريب. ودل عليه قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ} [الرعد: ٣١]. وتقدم التنبيه على أنه في كتاب ابن الجوزي (التخريب) والصحيح (التقريب)، ومأخذه سبب النزول.

الوجه التاسع: الإبرام. ودل عليه قوله تعالى: {مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ} [النمل: ٣٢]، ومأخذه التفسير بالمقارب.

الوجه العاشر: الإعداد. ودل عليه قوله تعالى: {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [الحج: ١٩]، ومأخذه تفسير الشيء بسببه، لأن سبب التقطيع الإعداد.

الوجه الحادي عشر: القتل. ودل عليه قوله تعالى: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آل عمران: ١٢٧]، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ قال الراغب الأصفهاني: «{لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آل عمران: ١٢٧]، أي يهلك جماعة منهم» (١).

[المطلب الرابع: دراسة وجوه كلمة الكتاب]

[باب الكتاب]

قال ابن الجوزي:

«الكتاب: اسم لكلام مجموع في صك. والأصل فيه: الجمع. ومنه سميت الكَتِيبةُ لاجتماعها. قال ابن قتيبة: ويقال: لفعل الكاتب: كتاب. ويقال: كتب كتاباً، وقام قياماً، وصام صياماً. وقد يسمى الشيء بفعل الفاعل ويقال: هذا درهم ضرب الأمير، وإنما هو مضروب الأمير. ويقال: هؤلاء خلق اللَّه، وإنما هم مخلوقو اللَّه (٢).


(١) المفردات في غريب القرآن ص ٦٧٦.
(٢) وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ٨٣١. ومقاييس اللغة ص ٨٨٥. ولسان العرب (كتب).

<<  <   >  >>