للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العقد نكاحاً لأنه سبب يتوصل به إلى الوطء. وقد يسمى الشيء باسم غيره إذا كان مجاوراً له أو بينهما سبب. كما تسمى الشاة التي تذبح عن الصبي عقيقة وإنما العقيقة اسم الشعر الذي على رأسه. وتسمى المزادة راوية وإنما الراوية الجمل. وما يكون من الإنسان غائطاً وإنما الغائط المكان المطمئن (١).

[وذكر بعض لمفسرين أن النكاح في القرآن على خمسة أوجه]

أحدها: العقد. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} [البقرة: ٢٢١]، وفي سورة النساء: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: ٣]، وفيها:

{فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ} [النساء: ٢٥]، وفي الأحزاب: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} [الأحزاب: ٤٩].

والثاني: الوطء. ومنه قوله تعالى في البقرة: {حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} [البقرة: ٢٣٠].

والثالث: العقد والوطء. ومنه قوله تعالى في النساء: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء: ٢٢].

والرابع: الحلم. ومنه قوله تعالى في النساء: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ} [النساء: ٦].

والخامس: المهر. ومنه قوله تعالى في النور: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا} [النور


(١) وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ٩٨٥. وجمهرة اللغة ١/ ٥٦٤. ومقاييس اللغة ص ١٠٠٩.

<<  <   >  >>