الوجه الثاني: الحرام. ودل عليه قوله تعالى:{وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا}[النساء: ٦]، ومأخذه تفسير الشيء بنتيجته وما يؤول إليه لأن من أكل مال اليتيم وأسرف فيه فقد وقع في الحرام.
الوجه الثالث: الإنفاق في المعصية. ودل عليه قوله تعالى:{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا}[الفرقان: ٦٧]، ومأخذه السياق القرآني.
الوجه السادس: الإفراط في الذنوب. ودل عليه قوله تعالى:{قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}[الزمر: ٥٣]، وشهد له حديث ابن عباس رضي الله عنهما، ومأخذه سبب النزول. هذا وجائز لجميع الأوجه أن يكون مأخذها التفسير بالمثال؛ كما تم بيانه سابقا.
[المطلب الخامس: دراسة وجوه كلمة الطواف.]
[باب الطواف]
قال ابن الجوزي:
«الطواف بالشيء: استيعاب نواحيه بالسعي حوله. تقول: طِفت بالبيت: إذا درت حوله .. . . . والطائف أيضاً: ما طاف بالإنس والجن من الجنَّان (١).
(١) وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ص ٥٨٠. جمهرة اللغة ٢/ ٩٢١. مقاييس اللغة ص ٦٠٤. لسان العرب (طوف). والمقدمة هنا فيها شيء من الغموض وذلك أن الجان هو الذي يطيف بالإنسان؛ قال ابن فارس: والطَّيْفُ والطائف: ما أطاف بالإنسان من الجِنَّان، يقال طاف واطَّاف».